طوفان الأقصى غزة والضفة الغربية
طوفان الأقصى غزة والضفة الغربية

استطلاع: التأييد لطوفان الأقصى انخفض في الضفة و60٪ يريدون حكومة وحدة وطنية

عصام الحوت

أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، في الفترة ما بين 5 – 10 آذار/مارس الجاري في الضفة الغربية وقطاع غزة أن ما يقرب من 80٪ من سكان غزة أفادوا بأن واحدا على الأقل من أفراد أسرهم قد استشهد أو أصيب، خلال طوفان الأقصى بينما كانت النسبة قبل ثلاثة أشهر، نحو 64٪ فقط.

60% من الأسر الفلسطينية خسرت شهيدا واحدا على الأقل خلال طوفان الأقصى

وأظهرت النتائج أن 60٪ من الفلسطينيين قد سقط لها على الأقل شهيدا واحدا في هذه الحرب، مشيرا ان ما يقرب من الثلثين يلومون إسرائيل على معاناتهم، ومعظم الآخرين يلومون الولايات المتحدة، بينما من وضع اللوم على حماس في قطاع غزة لا يتعدى 9٪ فقط، أي بانخفاض قدره 10 نقاط مئوية عن الاستطلاع السابق.

الاستطلاع: تأييد عملية طوفان الأقصى لا يعني تأييد حماس

وحسب استطلاع ما يزال التأييد الإجمالي لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر مرتفعا، تماما كما كان قبل ثلاثة أشهر، الا ان هذا التأييد قد انخفض في الضفة الغربية بمقدار 11 نقطة مئوية، وفي المقابل فإن التأييد في قطاع غزة قد ارتفع بمقدار 14 نقطة.

ولفتت النتائج أن تأييد عملية طوفان الأقصى لا يعني تأييد حماس، بل يأتي التأييد من دافع آخر، اذ تظهر النتائج أن ثلاثة أرباع الفلسطينيين يعتقدون أن طوفان الأقصى قد وضع القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام وقضى على سنوات من الإهمال للقضية على المستويين الإقليمي والدولي.

طوفان الأقصى غزة والضفة الغربية
طوفان الأقصى غزة والضفة الغربية

وأظهرت النتائج أن جميع الفلسطينيين تقريبا يعتقدون أن إسرائيل ترتكب اليوم جرائم حرب فيما يعتقد جميعهم تقريبا أن حماس لا ترتكب جرائم حرب، كما أن أكثر من 90٪ يعتقدون أن حماس لم ترتكب في السابع من أكتوبر أي فظائع ضد “المدنيين الإسرائيليين”.

75% من سكان غزة يرفضون النزوح نحو الحدود المصرية

وحول التداعيات المحتملة لهجوم عسكري بري لجيش الاحتلال لمدينة رفح، أشارت النتائج إلى أن ربع سكان قطاع غزة فقط يعتقدون أن عملية برية إسرائيلية في رفح ستؤدي إلى اندفاع جماعي للناس والنازحين تجاه الحدود مع مصر.

و70٪ من سكان غزة يقولون إنه حتى لو انهار الجدار الفاصل بين رفح ومصر فإنهم لن يبحثوا عن الأمان في مصر، ولعل أحد أسباب الإحجام عن عبور الحدود هو حقيقة أن ما يقرب من 70٪ من سكان غزة يعتقدون أن الجيش والشرطة المصريين سيطلقون النار على أولئك الذين يعبرون الحدود.

ولفتت الغالبية العظمى المستطلعة انها راضية عن جهود جنوب أفريقيا لمقاضاة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية. لكن ثلثي الجمهور يعبرون عن عدم رضاهم عن قرار المحكمة الذي لم يطلب من إسرائيل الالتزام بوقف إطلاق النار. علاوة على ذلك، فإن أقل من 40٪ فقط يعتقدون أن محكمة العدل الدولية ستدين إسرائيل في نهاية المطاف بالإبادة الجماعية. وحتى لو تمت إدانتها، فإن أكثر من 70٪ من الفلسطينيين يعتقدون أن إسرائيل لن تعيد تقييم سياستها في استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.

المجاعة في غزة
المجاعة في غزة

نصف سكان الضفة متفائلون بوقف إطلاق النار قريبا

وأظهرت النتائج أن نصف سكان الضفة الغربية متفائلون بوقف إطلاق النار قريبا، وإن ما يزيد قليلا عن ربع سكان القطاع فقط يعبرون عن نفس التوقعات. وبالفعل، فإن النسبة الأكبر من سكان قطاع غزة (38%) تتوقع استمرار الحرب.

والمثير للدهشة حسب النتائج أنه في حين أن عددا أقل من سكان الضفة الغربية يتوقعون اليوم فوز حماس في هذه الحرب، مقارنة بالنتائج التي توصلنا إليها قبل ثلاثة أشهر، بالمقابل فإن المزيد من سكان غزة يعبرون اليوم عن هذا التوقع. بل إن توقعات سكان غزة بأن إسرائيل سوف تكسب الحرب قد انخفضت بمقدار الثلث.

واظهرت النتائج ان نسبة أقل من سكان الضفة الغربية تعتقد اليوم، مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، أن قطاع غزة سيبقى تحت سيطرة حماس، في حين يعتقد المزيد من سكان غزة الآن أن حماس ستكون هي القوة الحاكمة في المستقبل. في الواقع، فإن ما يقارب من 60 ٪ يعتقدون ذلك. وعند سؤالهم عن السيطرة التي يفضلونها، نجد ارتفاعا في نسبة تأييد سكان غزة لاستمرار حكم حماس على قطاع غزة إلى أكثر من 50٪، أي بزيادة قدرها 14 نقطة مئوية.

وحول رضا الجمهور عن الدور الذي لعبته خلال الحرب جهات فلسطينية وعربية/إقليمية ودولية، تظهر النتائج نتائج مشابهة للاستطلاع السابق حيث تبقى نسبة الرضا عن حماس ويحيى السنوار عالية جدا. وعلى النقيض من ذلك، لا يزال الرضا عن حركة فتح والرئيس عباس منخفضا جدا.

شهداء غزة من مجزرة دوار النابلسي
شهداء غزة مجزرة دوار النابلسي

وعلى المستوى الإقليمي، ازداد الرضا عن اليمن وقطر، بينما ظل الرضا عن إيران والأردن ومصر منخفضا. بل إن الرضا عن مصر على وجه الخصوص قد انخفض بمقدار النصف في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين لا يحصل أي من اللاعبين الدوليين، بما في ذلك روسيا، على نسبة رضا عالية. بل لا تزال النتائج تظهر انعدام كامل الرضا عن الولايات المتحدة.

وحول مدى تأثير الحرب على توازن القوى الفلسطيني الداخلي، أشارت النتائج لحدوث تغيير ملموس مقارنة بالاستطلاع السابق. إجمالا، يقول اليوم ثلث الفلسطينيين فقط أنهم يؤيدون حماس، وفي هذا انخفاض قدره 11 نقطة مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، وقد جاء الانخفاض بالتساوي تقريبا في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

لم تستفد فتح من هذا الانخفاض في نسبة التأييد لحماس حيث بقيت نسبة التأييد لها على حالها مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، علما ان الاستطلاع السابق أُجري أثناء الإفراج عن النساء والأطفال الفلسطينيين كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. ومما لا شك فيه أن شعبية حماس قد استفادت كثيرا نتيجة لتلك الصفقة.

أما على المستوى القيادي، فإن الاستطلاع الحالي يظهر أيضا تغيرا كبيرا، كان الأهم هو صعود مستوى التأييد لمروان البرغوثي في انتخابات رئاسية بين ثلاثة، الرئيس الحالي محمود عباس وزعيم حماس إسماعيل هنية ومروان البرغوثي، حيث يفوز البرغوثي بأغلبية المشاركين في الانتخابات.

محمد مصطفى رئيس الحكومة الفلسطينية الجديد
محمد مصطفى رئيس الحكومة الفلسطينية الجديد

وفي منافسة ثنائية بين البرغوثي وهنية، يفوز الأول بأكثر من 60٪ من الناخبين المشاركين. تشير هذه النتائج إلى ارتفاع في نسبة التصويت للبرغوثي بين المشاركين في الانتخابات ب 11 نقطة مئوية وانخفاض في التصويت لهنية ب 8 نقاط. في المقابل، لو كانت المنافسة الثنائية بين هنية وعباس فإن الأول سيحصل على 70٪ من الناخبين المشاركين. من المفيد هنا الإشارة إلى أن المطالبة باستقالة الرئيس عباس، وإن انخفضت قليلا في قطاع غزة، إلا أنها زادت قليلا في الضفة الغربية لتصل بذلك لمستوى غير مسبوق.

وعلى الصعيد المحلي أيضا، لا يرى الجمهور الفلسطيني في استقالة حكومة اشتية علامة على بدء الإصلاح، وترفض الغالبية العظمى تعيين محمد مصطفى رئيسا للوزراء.

60% يريدون حكومة وطنية مستقلة

ويقول أكثر من 60٪ أنهم يريدون حكومة وحدة وطنية لا تخضع لسيطرة حزب سياسي أو لسيطرة الرئيس عباس، حيث لا يزال ثلثا الجمهور يعتقدون أن السلطة الفلسطينية عبء على الشعب الفلسطيني وتقول الأغلبية أنها تؤيد حلها. أخيرا، يستمر الإحساس بالسلامة والأمن الشخصي والأسري في الضفة الغربية في التراجع حيث يقول تسعة من بين كل عشرة من سكان الضفة الغربية إنهم لا يشعرون بالأمن أو السلامة.

أما بالنسبة للعلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية فإن النتائج تختلف أيضا بشكل ملفت عن نتائج الاستطلاع السابق الذي نشرناه قبل ثلاثة أشهر حيث ازداد تأييد حل الدولتين بشكل ملحوظ، وانخفض التأييد للكفاح المسلح بشكل ملحوظ أيضا.

رفح الفلسطينية
رفح الفلسطينية

لكن التأييد المتزايد لحل الدولتين جاء فقط من قطاع غزة، بزيادة دراماتيكية قدرها 27 نقطة مئوية، في حين بقيت نسبة التأييد في الضفة الغربية مستقرة.

عند النظر في ثلاثة خيارات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، تشير النتائج الحالية إلى انخفاض قدره 17 نقطة مئوية في تأييد الكفاح المسلح؛ وزيادة قدرها 5 نقاط مئوية في تأييد المفاوضات؛ وارتفاع قدره 5 نقاط مئوية في تأييد المقاومة السلمية. من المفيد الإشارة الى أن الانخفاض في تأييد الكفاح المسلح خلال الأشهر الثلاثة الماضية يأتي بنفس القدر من الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.

عن ‪essam ahmed‬‏

شاهد أيضاً

الأميرة كيت ميدلتون وزوجها

الأميرة كيت ميدلتون تعلن إصابتها بالسرطان

أعلنت الأميرة كيت ميدلتون زوجة ولي العهد البريطاني الأمير وليام في فيديو مصور إصابتها بمرض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *