أعلنت وزارة الصحة السودانية، تسجيل 11 حالة كوليرا جديدة، بما في ذلك وفاة واحدة، ليصل المجموع إلى 300 حالة و18 حالة وفاة منذ إعلان تفشي الكوليرا رسميا في البلاد.
تفشي الكوليرا في السودان
وبحسب ما نشر في Sudan Tribune، كانت منطقة واد الحيليو في ولاية كسلا الأكثر تضررا مع 143 حالة وثماني وفيات، ويأتي تفشي المرض في الوقت الذي أدت فيه الأمطار الغزيرة والفيضانات، إلى تعطيل خدمات الرعاية الصحية وتفاقم انتشار الأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك.
ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن أكثر من 300 حالة وفاة بمرض الكوليرا في السودان، ومن المتوقع أن يكون عدد الإصابات أعلى من المبلغ عنه بكثير بسبب بطء الإبلاغ.
وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن الفترة من 1 يناير 2024 إلى 28 يوليو 2024، شهدت المزيد من حالات الإصابة بمرض الكوليرا، والتي بلغ عددها 307433 حالة إصابة، و2326 حالة وفاة من 26 دولة عبر 5 مناطق.
تلوث المياه والحرب الأهلية في السودان
وأعلن هيثم إبراهيم، وزير الصحة السوداني، السبت، رسميا تفشي وباء الكوليرا في البلاد.
وقال في فيديو نشرته وزارته: «نعلن أن هناك وباء الكوليرا في السودان… نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع».
ويعاني السودان منذ 6 أشهر من حرب دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تدفق للنازحين، وشح المساعدات الطبية، بدأت إصابات الكوليرا والضنك تتفشى.
وأوضح وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، تسجيل قرابة 800 إصابة بحمى الضنك حتى الآن، علماً أن نقابة الأطباء أعلنت قبل أيام أن عدد الإصابات في ولاية البحر الأحمر لا يقل عن ثلاثة إلى خمسة آلاف، أما في بورتسودان فهناك حوالي ألف إصابة، معظمهم من الأطفال.
الصحة العالمية تتحرك
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، أمس الجمعة، أنها نشرت فرق الاستجابة السريعة بالمناطق المتضررة من تفشي الكوليرا في السودان، مشيرة إلى أنها تعمل على دعم وزارة الصحة لنقل عينات من الحالات المشتبه بها إلى مختبر الصحة العامة في بورتسودان المعتمد من قبل المنظمة.
كما أوضحت المنظمة أنها تنسق الجهود مع الوزارة من أجل زيادة توفير المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي وتوعية المجتمعات المتضررة والمعرضة للخطر بمخاطر انتقال العدوى.
وفاقم الصراع الذي اندلع منذ منتصف أبريل الماضي الأمور سوءاً، خاصة مع النزوح الجماعي لملايين السودانيين داخلياً أو إلى دول الجوار، ومنها مصر، وانتشار للأمراض وسوء التغذية، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات.
الأوضاع الصحية في السودان
كما أدت الاشتباكات إلى إخراج 70% من المستشفيات في الولايات المتضررة من النزاع عن الخدمة، فيما تعاني البقية من الأعداد الكبيرة من النازحين.
وفي أغسطس الماضي، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها من تدهور الأوضاع الصحية في البلاد، لاسيما في مخيمات اللاجئين ونقاط الدخول الحدودية ومراكز الاستقبال المؤقت في الدول المجاورة.
وفي ظل الظروف السياسية التي يشهدها السودان، تواجه البلاد أيضًا أزمة صحية خطيرة، حيث تم الإبلاغ عن 300 حالة إصابة بالكوليرا و18 حالة وفاة في البلد الذي مزقته الحرب في غضون أسبوع.
ويرجع سبب تفشي الكوليرا إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات وتعطل خدمات الرعاية الصحية، مما أدى إلى تفاقم انتشار أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، وأصبح الوضع سلبيا مع اضطرار معظم المستشفيات والمرافق الصحية إلى الإغلاق بسبب الصراع المستمر، مما ترك ثلثي سكان السودان دون الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
مصر تعلن رفع درجة الاستعداد خوفا من تفشي الكوليرا
من جانبها أعلنت جمهورية مصر العربية رفع درجات الاستعداد نظرا لكونها الجارة الشمالية للسودان وتستقبل يوميا العديد من المواطنين السودانيين القادمين إليها هربا من الحرب الأهلية.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أنه منذ بداية الأزمة السودانية وانتشار الكوليرا، والدولة المصرية تشدد على التعامل مع الأحداث الصحية في قطاع الطب الوقائي.
وأضاف الدكتور حسام عبدالغفار، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج «على مسئوليتي»، على قناة «صدى البلد»، أن الكوليرا تنتشر نتيجة تلوث في مياه الشرب والطعام يؤدي إلى انتقال الكوليرا إلى الإنسان وأعراض الكوليرا الإسهال الشديد والجفاف.
الكوليرا تؤدي إلى الوفاة
وأوضح أن الكوليرا تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها، لافتًا إلى أن الدولة المصرية لديها رفع لدرجة الاستعداد على المنافذ البرية المربطة بشكل مباشر مع السودان، بالإضافة إلى المنافذ الجوية، مع المتابعة اليومية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
وتابع: «هناك مجموعة من الأمراض انتشرت ومصر تتخذ مجموعة من الإجراءات لمنع انتشار تلك الأمراض، ومنها جدري القرود الذي انتشر في إفريقيا».
وقال، إن هناك إجراءات مشددة على منافذ مصر البرية والجوية في جنوب مصر، بعد انتشار وباء الكوليرا في السودان وجدري القرود في بعض الدول الأفريقية.
وأضاف أن مصر اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية منذ اندلاع الحرب في السودان تحسبًا لانتشار أي مرض، ومع انتشار الكوليرا تتابع الوزارة عن كثب وتقوم بكافة الإجراءات في المنافذ البرية عبر اتباع البروتوكولات الصحية المتفق عليها.
وشدد على أن وزارة الصحة تتبع أحدث النظم العلمية والطبية لرصد الوافدين وحجز المشتبه فيهم، مؤكدًا أن مصر خالية من الكوليرا، وآخر حالة تم رصدها في مصر مصابة بالكوليرا كان في 2006.
ولفت عبدالغفار إلى أن الوزارة رفعت درجة اليقظة، إذ تم تحديث نظم التتبع لمتابعة أي أمراض معدية تنتشر في دول الجوار والعالم بصورة عامة، مشيرًا إلى أن هناك متابعة مستمرة وتحديث البروتوكولات الوقائية للكوليرا.
2 تعليقات
تعقيبات: 500 يوم من الحرب الأهلية في السودان .. 150 ألف قتيل و12 مليون نازح ومخاوف من انقسام جديد - بوابة الوقائع
تعقيبات: ماذا يحدث في أسوان .. 128 مصابا وتحليل محطات المياه.. وبيان من مصنع كيما - بوابة الوقائع