بوابة الوقائع لكل خبر حكاية
مقالات مشابهة
كتب عادل منير
أثارت واقعة التحرش بأطفال مدرسة سيدز الدولية بالعبور غضب المجتمع المصري خاصة بعد نشر تفاصيل التحقيقات وشهادة الأطفال ضحايا الواقعة واعترافات المتهمين.
بدأت تفاصيل الواقعة عندما أخبر طفل يبلغ من العمر 5 سنوات مقيد بمدرسة سيدز الدولية للغات بمدينة العبور، والدته بتعرض طفلة زميلته لاعتداء جنسي وتحرش من قبل عامل نظافة وكهربائي داخل المدرسة، وعلى الفور قامت والدة الطفل بالتواصل مع والدة زميلته التي أكدت أن ابنتها تعاني من نزيف، وأن رواية نجلها أكدت لها تعرض ابنتها لاعتداء جنسي.
أولياء أمور 6 أطفال من مدرسة سيدز الدولية يتقدمون ببلاغات
وبعد اكتشاف الأمر، تقدم أولياء الأمور ببلاغ لقسم شرطة العبور اتهموا فيه 4 موظفين داخل مدرسة سيدز الدولية للغات بارتكاب اعتداءات جنسية على 6 أطفال صغار، إضافة إلى التحرش بهم في أثناء اليوم الدراسي، وجاءت البلاغات متتابعة من عدة أسر، ما دفع الشرطة لفتح تحقيق موسع بالتنسيق مع الجهات المختصة.
القبض على المتهمين
وبناءً على البلاغات المقدمة من أولياء الأمور تم إلقاء القبض على الموظفين المتهمين لتبدأ نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، تحقيقاتها والتي أكدت أن الأطفال الذي تعرضوا للتحرش وهتك العرض في السنة الخامسة من عمرهم، وأن عدد الأشخاص المتهمين في الواقعة هم 4 أشخاص من عمال المدرسة.
وأوضحت تحقيقات النيابة أن المتهم الأول مسن ويبلغ من العمر 63عاما، والمتهم الثاني 58 عاما، والثالث 37 عاما، بينما بلغ عمر المتهم الرابع 29 عاما.
النيابة تبدأ التحقيق في جرائم تحرش مدرسة سيدز الدولية
كما انتقل رئيس نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، إلي المدرسة الدولية التابعة لدائرة قسم السلام ثان، لمعاينة المكان الذي استدرج المتهمون فيه ضحاياهم من الأطفال.
وقد تبين من خلال معاينة النيابة، أن المتهمين استدرجوا الأطفال إلى أماكن بعيدة وغرف مظلمة داخل مدرسة سيدز للغات، حتي لا يتم رصدهم من خلال الكاميرات، وقد أرشد الأطفال الضحايا عن تلك الأماكن خلال الاستماع لأقوالهم في النيابة العامة.
مفاجآت جديدة صادمة في جريمة طفل الإسماعيلية.. الجاني أكل جزء من جثة صاحبه وقرار بحبسه 15 يوما
كما تقدمت أربع أسر بشهادات متطابقة، أكدت أن أبناءهم تعرضوا لنفس الانتهاكات داخل أماكن بعيدة عن الرقابة داخل المدرسة، وتحديدًا في ممرات خلفية غير مؤمنة، ومناطق انتظار الباص، ومخزن قريب من السور الخلفي، بالإضافة إلى غرفة خدمات لا تصل إليها الكاميرات.
شهادات أطفال مدرسة سيدز الدولية
وتحدث الأطفال عن تفاصيل ما تعرضوا له، مؤكدين أنهم واجهوا تهديدات مباشرة لإجبارهم على الصمت، وأحد الأطفال قال لوالده: «قال لي لو اتكلمت هيرجع يعمل فيّا كده تاني»، فيما روت طفلة أخرى أن المتهم كان ينتظر لحظة انفرادها قبل صعود الباص.
10 أطفال ضحايا تحرش مدرسة سيدز للغات في السلام والعدد يزداد
وأكدت ولية الأمر، على أن من حرروا محاضر 5 طلاب فقط، فيما ظهر 5 آخرون تم ذكر أسماءهم في يوم واحد والعدد قابل للزيادة، مشددين على أن الطالبات يعانين من صعوبات نفسية كبيرة، خاصة أنه سيتم عرضهن للطب الشرعي والتحقيقات في النيابة، مطالبين بحماية حقوق أبنائهم وضمان سلامتهم النفسية والجسدية.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن بعض الوقائع تعود إلى العام الماضي، وأن المتهمين استغلوا ثغرات في الإشراف داخل المدرسة، بالإضافة إلى مناطق غير مراقبة، ما سمح بتكرار الاعتداءات دون أن تلاحظ الإدارة أي شيء طوال هذه الفترة.
قرارات وزارة التربية والتعليم في واقعة التحرش بمدرسة سيدز للغات
كشفت مصادر في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن إجراءات الوزارة بشأن واقعة التحرش والاعتداء الجنسي على طلاب مدرسة العبور الدولية، وجاءت كما يلي:
الوزارة فتحت تحقيقًا عاجلًا وشاملًا في واقعة الاعتداء الجنسي على طلاب مدرسة سيدز للغات بمدينة العبور بعد تقارير الأجهزة الأمنية وقررات النيابة العامة بشأن الواقعة.
إرسال لجنة تقصي حقائق بشكل فوري إلى مدرسة سيدز للغات بمدينة العبور، لفحص كل ما يتعلق بالواقعة، بما في ذلك ملفات العاملين، وإجراءات الأمن والسلامة التي تطبقها المدرسة، وآليات الإشراف على الطلاب داخل الفصول والأفنية والحمامات.
فور وصول اللجنة إلى المدرسة، طالبت الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة داخل المدرسة، ومراجعة حركة دخول وخروج العاملين خلال الأيام التي يشتبه حدوث الاعتداء خلالها.
استمعت لأقوال الإدارة المدرسية والمشرفات وهيئة التدريس، للتأكد من معرفة أي منهم بالواقعة من عدمه، وهل تم تجاهل أي شكاوى سابقة من أولياء الأمور أو الأطفال.
تنتظر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني نتائج تحقيقات النيابة في واقعة مدرسة سيدز للغات بمدينة العبور إلا أن ترتب للإجراءات التي يمكن أن تتخذها ضد المدرسة حال إدانتها مثل سحب ترخيص المدرسة بشكل مؤقت أو دائم، وإحالة الإدارة المسؤولة للتحقيق حال ثبوت الإهمال أو التستر على أي من المتهمين.
أول ردّ من إدارة مدرسة سيدز الدولية للغات
وأصدرت مدرسة سيدز الدولية للغات في العبور، التابعة لإدارة السلام التعليمية، أول بيان للرد على وقائع الاعتداء الجنسي على طلاب المدرسة التي تتولي الجهات المختصة التحقيق بها.
وأكدت إدارة المدرسة، في بيان عن واقعة هتك عرض أطفال بغرفة نائية داخلها، حرصها التام على الشفافية الكاملة وإطلاع أولياء الأمور والجهات المعنية على جميع المستجدات ذات الصلة.
وأوضحت إدارة مدرسة سيدز الدولية للغات أنه تم إبلاغ القسم عن قدوم ولي أمر أحد الطلاب وولي أمر إحدى الطالبات لرؤية إحدى الطالبات بمرحلة KG2.
وعرض على مدرسة سيدز الدولية للغات تقريرًا يتضمن اتهام ثلاثة من عمال المدرسة وأحد أفراد الأمن بارتكاب فعل غير لائق وادعاء بحدوث واقعه تحرش وقعت فقد تم التعامل مع البلاغ فورا وبما يقتضيه القانون.
وأضافت المدرسة في بيانها أنه فور تلقي البلاغ، انتقل فريق من مباحث قسم السلام إلى مقر المدرسة، حيث تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة.
وأوضحت أن إدارة المدرسة قدّمت كامل تعاونها مع جهات التحقيق، وسخّرت كل الوسائل المتاحة لدعم فريق البحث، بما في ذلك تفريغ ومراجعة كاميرات المراقبة الواقعة ضمن نطاق الشكوى محل التحقيق.
وأكدت المدرسة في بيانها تضامنها الكامل مع جميع أولياء الأمور، مشيرة إلى أنها كلفت المستشار القانوني للمدرسة بحضور التحقيقات ومتابعتها لحظة بلحظة، لضمان الإحاطة بكل التفاصيل، انطلاقًا من حرصها على مصلحة الطلاب وتحقيق العدالة وإنصاف الحق.
وأضافت أن التحقيقات لا تزال جارية تحت إشراف الجهات المختصة، مع التشديد على التزام المدرسة بالحياد التام وصون حقوق جميع الأطراف حتى انتهاء التحقيقات وصدور نتائجها الرسمية.
نصائح خبير تربوي لأولياء الأمور بعد واقعة تحرش مدرسة سيدز الدولية
حرص الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي، على توجيه رسائل تحذير للأسر والمدارس بعد واقعة التعدي على الأطفال في المدرسة الدولية حتى لا تتكرر.
وأشار إلى أن حادث التعدي الذي ارتكبه ثلاثة عمال – في إحدى المدارس الدولية بالعبور – على خمسة من الأطفال بشكل بشع ومتكرر، يثير مجموعة مهمة من التحذيرات والدروس للجميع تتضمن الآتي:
أن نمط المدرسة—سواء كانت دولية أو خاصة بمصروفات باهظة—لا يضمن بالضرورة السلامة أو الأمان النفسي والجسدي للطفل.
يطلق هذا الحادث جرس إنذار لإمكانية وجود أطفال آخرين -غير الخمسة- قد تم التعدي عليهم سواء داخل نفس المدرسة أو في مدارس أخرى، ولم يتم اكتشاف ذلك مما يقتضي مراجعة كل أسرة لأطفالها والاطمئنان عليهم.
التحاق الطفل بمدرسة عادية قد يوفر له حماية نفسية وجسدية أفضل من إلحاقه بمدرسة مرتفعة المصروفات لا توفر الأمن الكافي.
ضرورة مراجعة الوزارة لملفات كافة العاملين بالمدارس الدولية والخاصة وغيرها والتأكد من صلاحيتهم النفسية والعقلية للعمل بها.
الاستعانة بمتخصص في مجال علم النفس والصحة النفسية في انتقاء الأشخاص المقدمين للعمل بالمدارس الدولية والخاصة وغيرها.
ضرورة التدقيق الكافي في اختيار العاملين بالمدارس، وخاصة المدارس الدولية والخاصة، سواء كانوا من العمال أو المعلمين.
أهمية وجود مستويات متعددة للرقابة—لا تقل عن ثلاثة مستويات—على جميع العاملين بالمدارس الدولية والخاصة وغيرها، وعدم الاكتفاء بمستوى واحد فقط إن وجد.
أن حوادث التعدي على الأطفال لا تميز بينهم سواء كانوا من الذكور والإناث.
ضرورة إلزام المدارس الخاصة والدولية وغيرها بتركيب كاميرات مراقبة في جميع الأماكن داخل المدرسة.
توعية الأسرة للطفل بضرورة التواجد دائما وسط زملائه داخل الفصل وخارجه.
توعية الطفل بأن حدود التعامل مع الآخرين—سواء من زملائه أو العاملين—وأن جسمه خط أحمر، مع ضرورة إبلاغ الأسرة فورا عن أي انتهاك أو تجاوز قد يحدث له جسديا حتى لو بدا أنه على سبيل المزاح من قبل الأخرين
حرص الأسرة، وخاصة الأم، على فتح حوار هادئ وخالي من الانفعالات مع الطفل، يشجّعه على التحدث بصراحة عما تعرض له خلال يومه الدراسي.
مراقبة الأسرة أي علامات غير طبيعية تظهر على الطفل بعد عودته من المدرسة، سواء كانت نفسية (قلق، توتر، تهتهة، شرود، خوف…) أو جسدية (جروح، خدوش، كدمات…) والتعامل معها بشكل جاد وسريع.
عدم الثقة في انفراد أي شخص غريب من العاملين بالمدرسة بالطفل، وتوعية الطفل بحدود علاقته به.
اقرأ أيضا مواضيع ذات صلة
