بوابة الوقائع لكل خبر حكاية
مقالات مشابهة
الإسكندرية – ماهر لبيب
بعد مرور 10 أيام فقط من نشر تفاصيل الواقعة والقبض على المتهم، أصدرت محكمة جنايات الإسكندرية، إحالة أوراق العامل المتهم بهتك عرض عدد من أطفال مدرسة الإسكندرية للغات، إلى مفتى الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه.
وحددت المحكمة برئاسة المستشار محمد سمير شرباش جلسة الأول من فبراير المقبل للنطق بالحكم. في واحدة من أسرع الأحكام في تاريخ المحاكم المصرية حيث تم الحكم فيها في ثاني جلسات المحاكمة.
وشهدت الجلسة حضور المتهم «س. خ. ر»، عامل الخدمات بالمدرسة، وسط إجراءات أمنية مشددة، كما حضر الأطفال المجنى عليهم مع ذويهم، وظهروا مرتدين كمامات ونظارات شمسية لإخفاء هوياتهم، حرصًا على خصوصياتهم.
تفاصيل الاعتداء على أطفال مدرسة الإسكندرية للغات
بدأ اكتشاف تفاصيل الواقعة حينما لاحظت ولية أمر تلميذة بالمدرسة أثناء تواجدها مع ابنتها بخروج أحد العمال من ممر خلف حديقة المدرسة ويبدو عليه التوتر.
وتقدم عدد من أولياء أمور عدد من تلاميذ المدرسة الدولية اتهموا فيها العامل بالتحرش بأبنائهم وهتك عرضهم وملامسة مواطن عفتهم داخل المدرسة، وهو ما أكدته تحقيقات النيابة العامة.
صدفة وراء اكتشاف كارثة مدرسة اللغات الدولية بالإسكندرية
وبعدها بلحظات بحسب الشاهدة رأت طفلة تدعى “ل.” بمرحلة الـ KG زميلة ابنتها تخرج من نفس الممر ولم تكن ملابسها مهندمة ما أثار شكوك ولية الأمر واتجهت نحو الطفلة لتسألها عما كانت تفعل.
وببراءة الأطفال قالت الطفلة “ل.” أنها كانت تلعب خلف الحديقة موضحة “عمو كان بيعلمني جمباز”.
على الفور قامت السيدة بالتواصل مع أم الطفلة وحكت لها ما حدث لتتوجه الأمر على الفور للكشف على ابنتها وإبلاغ النيابة العامة التي تولت التحقيق والقبض على العامل المتهم.
ومع اكتشاف الواقعة تقدم حتى الآن أولياء 4 تلاميذ بمرحلة الروضة ببلاغات مشابهة بعد سؤال أطفالهم.
وأحال المستشار أدهم صادق، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، المتهم إلى محكمة جنايات الإسكندرية لمحاكمته.
وباشرت النيابة العامة التحقيقات في بلاغ ورد من أولياء أمور عدد من الأطفال بإحدى المدارس الخاصة بمحافظة الإسكندرية، تضرروا فيه من قيام عامل بالمدرسة بالتعدي جنسيًا على الأطفال داخل غرف منفصلة.
واستمعت النيابة العامة إلى أقوال الأطفال وذويهم وشهود الواقعة، وعاينت الغرف المشار إليها، ثم عرضت الأطفال على مصلحة الطب الشرعي، فثبت ما لحق بهم من إصابات تتفق مع مضمون أقوالهم في التحقيقات.
اعترافات المتهم بالتعدي على أطفال مدرسة اللغات الدولية
وباستجواب المتهم أقر بارتكاب الأفعال المسندة إليه، فأمرت النيابة العامة بحبسه، ثم أحالته إلى محكمة الجنايات المختصة لمعاقبته عن جرائم الخطف المقترن بجنايات هتك العرض، وطلبت توقيع أقصى عقوبة مقررة قانونًا.
واستمعت المحكمة خلال الجلسة لمرافعة النيابة، التى طالبت بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم لارتكابه جريمة تقشعر لها الأبدان وجرمتها «الأديان السماوية» والقوانين الوضعية، ووجهت النيابة للمتهم الخطف بالتحايل وهتك العرض.
طارق العوضي محامي المجني عليهم: انضمام 4 ضحايا جدد للمتهم
من جانبه صرح طارق العوضي، محامي الأطفال المجنى عليهم عن انضمام 4 حالات جديدة إلى قائمة الضحايا ليصبحوا 9 أطفال، وأنهم أثبتوا حضورهم فى جلسة المحاكمة وقرروا الانضمام للقضية.
وفى هذا السياق تباشر النيابة العامة حاليًا تحقيقًا موازيًا لتحديد المسؤول عن التقصير فى الرقابة داخل إدارة المدرسة، بما عرض حياة الأطفال للخطر.
فى مستهل مرافعتها، قدّمت النيابة العامة حديثها أمام هيئة محكمة جنايات الإسكندرية فى قضية اتهام «جنايني» بمدرسة لغات بهتك عرض مجموعة من الأطفال، مستندة إلى ما وصفته بـ«الأمانة الكبرى والرسالة العظمى» التى حملتها هيئة المحكمة، مؤكدة أن القضاة «نبراس هذه الأمة وهداتها»، وأنهم «أُشربوا العدل فى قلوبهم حتى صار دستور عمل وحياة”.
نص مرافعة النيابة العامة في قضية هتك عرض أطفال بمدرسة لغات الإسكندرية
وأكدت النيابة العامة، في سياق مرافعتها، أنها تمثل المجتمع «في محراب العدل»، معتبرة أن الوقوف أمام المحكمة «شرف لا يعلوه شرف»، مطالبة الهيئة القضائية بألا تأخذها بالمتهم «شفقة ولا رحمة»، على حد ما جاء في المرافعة التي اعتبرت أن القضية تتعلق بـ«حرمة الأعراض وكرامة الإنسان التي كرمها الخالق عز وجل”.
وقدّمت النيابة توصيفًا واسعًا لطبيعة المدرسة ودورها فى المجتمع، باعتبارها «بيتًا ثانيًا» للتلاميذ، ومكانًا لتنشئة الفكر وبناء الأخلاق وغرس المبادئ، قبل أن تشير إلى أن المتهم «كفر بكل ذلك»، و«خان الأمانة» الموكلة إليه، و«غاصب الطفولة» كما ورد فى نص المرافعة.
وقالت النيابة إن وقائع الدعوى بدأت عندما «شغفت الشهوة المتهم» على حد تعبيرها، فـ«استسلم للضلال» وانجرف إلى «حضيض الفاحشة»، معتبرة أن ميوله قد «انحطّت إنسانيًا» حتى بات العرض فى نظره «فريسة»، وأن المتهم رأى فى الشرف «قيمة غير نفيسة”.
اقرأ أيضا
تفاصيل واقعة التحرش بأطفال مدرسة سيدز الدولية.. حبس 4 متهمين وأول رد من المدرسة والوزارة
من جريمة طفل الإسماعيلية إلى واقعة الطفلة أسيل .. عودة الجدل حول قانون الأحداث أقل من 18 عاما
وقالت النيابة إن أولياء أمور المجنى عليهم بذلوا جهدًا كبيرًا لتوفير تعليم آمن لهم، وأن التحاقهم بالمدرسة كان بهدف تأمين مستقبل مشرق وصالح لهم. لكن النيابة وصفت حظ هؤلاء الأطفال بأنه «عاثر» بعدما انتهى بهم الأمر بين «براثن المتهم»، الذى اتهمته بتحويل المدرسة من دار للعلم إلى «وكر يفيض بأعمال الفحش”.
وتشرح المرافعة أن اكتشاف الوقائع بدأ فى السابع والعشرين من نوفمبر الماضى، عندما ذهبت إحدى الأمهات للبحث عن سترة طفلتها المدرسية، فوجدت الصغيرة فى ساحة المدرسة بلا رقابة، ما أثار الشكوك فى نفسها ودفعها إلى التواصل مع أولياء الأمور الآخرين. وتشير النيابة إلى أن النقاشات التى دارت بينهم قادت إلى كشف «سلسلة من الجرائم الحالكات» التى طالت البنين والبنات، على حد وصفها، وأن الأطفال بدأوا فى سرد ما حدث معهم واحدًا تلو الآخر.
وتوضح المرافعة أن الأطفال كانوا يلهون بساحة المدرسة «أسوة بأقرانهم» عندما «ترقبتهم أعين الشر»، قبل أن يستغل المتهم فرصة غياب الرقابة لينفذ جرائمه. واستنادًا إلى هذه الوقائع، أكدت النيابة أنها تطلب «العقوبة الكبرى، الإعدام ولا شيئًا غيره»، معتبرة أن ما وقع يستوجب «جزاءً وفاقًا» لما تعرض له الأطفال، ولردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة الجسد.
وشددت النيابة العامة فى ختام مرافعتها على أن «أمن الطفل وكرامته لا يقبلان المساس»، وأن الأجهزة القضائية ستواصل حماية القُصّر «من دون تردد». وأضافت أن حماية الأطفال ليست مسؤولية القضاء فقط، بل «مسؤولية مشتركة» تقع على الأسرة والمدرسة والمجتمع.
واختتمت النيابة خطابها بالتأكيد على أن هيئة المحكمة هى «صوت الحق» وأن المجتمع «يرتقب عدلها»، مشيرة إلى أن القضاة «الأمناء على عدل الله فى الأرض» تقع عليهم مسؤولية تطهير المجتمع من «أيدى العابثين والساعين فى الفساد».
وبعدما صدر الحكم بإحالة الأوراق إلى فضيلة مفتى الجمهورية لإبداء الرأى الشرعى بشأن إعدام المتهم شنقًا.
بيان مدرسة اللغات الدولية حول الواقعة
من جانبها أصدرت إدارة مدرسة اللغات الدولية بالإسكندرية، اليوم، بيانًا رسميا على صفحتها الرسمية بـ موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فى أول تعليق على واقعة الاعتداء على أطفال داخل مدرسة الإسكندرية الدولية للغات.
وتضمن نص البيان: «انطلاقاً من التزام مدارس الإسكندرية للُغات برسالتها التعليمية ومسؤوليتها المُجتمعية، وحرصاً على وَضع الحَقائق فى إطارها الصَحيح، تؤكد الإدارة أن سلامة الطُلاب وأمنهم هما الأولوية القُصوى التى تُبنى عليها سياسات المدرسة”.
أخبار ذات صلة
تفاصيل واقعة التحرش بأطفال مدرسة سيدز الدولية.. حبس 4 متهمين وأول رد من المدرسة والوزارة
وتزامن البيان مع تداول معلُومات حَول واقِعة مَحل تَحقيق رسمى، تُصدر المدرسة هذا البيان لعرض ما قامت به من إجراءات فور إخطارها، وإيضاح الخطوات المُتخذة لتعزيز أمن أبنائنا داخل المدرسة.
أولاً: إجراءات اتخذت فور علم المدرسة بالواقعة
تُؤكد إدارة أنه فور إخطارها رسمياً بالواقعة، بادرت باتخاذ الإجراءات التالية:
– التعاون الكامل مع سُلطات التحقيق، وتمكين الجِهات المُختصة من أداء عَملها فى إطار القانون، وصولاً للحقائق الكاملة دون استباق للنتائج.
– إيقاف العامل المَعنى عن العمل فوراً لحين انتهاء التَحقيقات.
– زيادة تأمين جَميع مَرافق المدرسة ومنع أى تواجد داخل نِطاق الطُلاب لغير المُعلمين.
– تكثيف مُتابعة الطُلاب طوال اليوم من قبل الإدارة والفريق الإشرافى دون تعطيل العملية التعليمية.
ثانياً: آلية الإشراف داخل المدرسة
قامت المدرسة بتعزيز منظومة الإشراف اليومى من خلال:
– زيادة عدد المُشرفين فى الممرات والمناطق المشتركة.
اقرأ أيضا
من جريمة طفل الإسماعيلية إلى واقعة الطفلة أسيل .. عودة الجدل حول قانون الأحداث أقل من 18 عاما
– تكليف مسؤولين إداريين إضافيين بالمتابعة الدورية لأماكن تواجد الطلاب.
– تعزيز مَنظومة مُراقبة الكاميرات كماً ونوعاً، مع مُضاعفة فِرق المُراقبة اللحظية لِضمان أعلى درجات الانضباط.
ثالثاً: تنظيم وجود العُمال داخل المدرسة
التزمت المدرسة بإجراءات فورية لضمان الانضباط داخل المُنشأة التعليمية، وتشمل:
– مَنع تواجُد أى عَامل خَدمات من الذُكور داخل نطاق الطلاب بشكل نهائى، واقتصار ذلك على العاملات الإناث فقط.
– التَشديد فى التحقُق مِن الهويات ومسارات الحركة داخل المدرسة.
– تعزيز المُتابعة المُباشرة من مُشرفى الإدارة.
– إعادة التَشديد على هذه الضوابِط تزامُناً مع الأحداث الحالية.
رابعاً: خطة الإدارة للفترة المُقبلة
تعمل المدرسة على تنفيذ خطة شاملة لتَعزيز الأمان، وتشمل:
– تَكثيف إجراءات السلامة والإشراف الداخلى فى جميع المَرافق.
– الالتزام بتنفيذ التوصيات الصادرة عن الجهات المُختصة دون تأخير.
– تَنظيم دَورات تَوعوية للطُلاب تحت إشراف المُختصين النَفسيين والتربويين، لتَعزيز قُدرتهم على حماية أنفسهم والإبلاغ عن أى سلوك غير آمن.
خامساً: دقة المعلومات واحترام سَير التحقيقات
نظراً لوجود تحقيقات قائمة، تلتزم الإدارة بالتالى:
– عَدم نَشر أى معلومات غَير دَقيقة أو غَير مُكتملة.
– احترام سِرية الإجراءات القانونية حفاظاً على حُقوق جميع الأطراف.
– التواصُل عَبر بيانات رَسمية فقط تصدُر عن المدرسة أو الجِهات المُختصة.
وتابعت إدارة مدرسة اللغات الدولية بالإسكندرية في بيانها: «تؤكد مدارس الإسكندرية للُغات أن تاريخها المُمتد وقِيمها الراسِخة لم تكُن يوماً شِعارات، بل مسؤولية تَتحملها بكُل صِدق وجِدية، وإيماناً بأن أبناءنا هُم قَلب هذه المؤسسة وروحها، فإن المدرسة تَقف صفاً واحداً إلى جانب طُلابها وأُسَرهم، مُلتزمة بِحمايتهم ودَعمهم وتوفير كُل سُبل الأمان لهم لحِين انتهاء التَحقيقات وظُهور الحَقيقة كامِلة”.
وواصل: «إن ثِقة أولياء الأمور الكِرام تُمثل أعز ما تملِكه المَدرسة، ومِنها تَستمد قُوتها وقُدرتها على تَجاوز مِثل هذه المواقف، ونعدكم بأن تظل مدارس الإسكندرية للُغات كما عَهِدتُموها دائماً: بيتاً تربوياً آمناً، ثابتاً على مبادئه، وفياً لأبنائه، وحريصاً على سَلامتهم فوق أى اعتبار، حَفِظ الله أبناءنا جميعاً، وتستَمر المدرسة فى أداء رِسالتها بُكل أمانة ومَسؤولية”.
