تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الأحد 28 أبريل 2024، بـ أحد الشعانين ، أو أحد السعف، وهو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح «عيد القيامة المجيد».
ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به أحد الشعانين بـ أسبوع الآلام حيث شهد العديد من الأحداث الهامة والمؤثرة في التاريخ الديني المسيحي، والتي تنتهي بحسب المعتقد المسيحي بقيامة السيد المسيح.
أحد الشعانين المعنى اللغوي والاشتقاق
كلمة «شعانين» بحسب موقع الأنبا تكلا المهتم بالتراث الكنسي المسيحي هي كلمة عبرانية مشتقة من كلمة من (هوشعنا) أو (أوصنا)… معناها (يا رب خلص)، (مت 21: 9).
ومنها أخذت لفظة أوصنا اليونانية (مت 21: 9) التي ترتلها الكنيسة في هذا العيد الذي يأتي قبل الفصح بأسبوع وهو الأحد الأخير من الصوم واليوم الأول من أسبوع الآلام.
ما هو أحد السعف أو أحد الشعانين الذي يحتفل به المسيحيون
يحتفل المسيحيون بـ أحد الشعانين ، وهو اليوم الذي دخل فيه المسيح عيسى عليه السلام إلى مدينة القدس الشريفة واستقبله أهالي المدينة بـ سعف النخيل، وأغصان الزيتون، وفرشوا ثيابهم تهليلا وفرحا بدخوله القدس.
وبحسب التاريخ المسيحي دخل السيد المسيح إلى القدس راكبًا على حمار تحقيقًا لنبؤة زكريا بن برخيا: «لا تخافي يا ابنة صهيون، فإن ملكك قادمٌ إليك راكبًا على جحشِ ابن أتان».
ودخول السيد المسيح راكباً على الحمار هو رمزية للسلام وذلك لأن الحصان عادةً ما يرمز للحرب بينما يرمز الحمار للسلام، ويوافق هذا اليوم في التعاليم المسيحية يوم الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة المجيد.
ويحتفل المسيحيون في هذا اليوم بإعادة استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، ويرمز سعف النخيل إلى النصر، أي أنهم استقبلوا «عيسى» منتصرًا مُحقّقا نبوءة زكريا بصفته المسيح.
الطقوس الكنسية في أحد الشعانين
في هذا اليوم يبارك الكاهن أغصان الشجر من الزيتون وسعف النخيل ويجري الطواف بالبيعة بطريقة رمزية تذكارًا لدخول السيد المسيح الاحتفالي إلى القدس.
وذلك أن المسيح غادر بيت عنيا قبل الفصح بستة أيام وسار إلى الهيكل فكان الجمع الغفير من الشعب يفرشون ثيابهم أمامه وآخرون يقطعون أغصان الشجر ويطرحونها في طريقة احتفاء به وهم يصرخون (هوشعنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في الأعالي (مت 21: 9).
وقد كانوا يدعون هذا اليوم قديمًا بأسماء مختلفة منها (أحد المستحقين) وهم طلاب العماد الذين عرفوا الدين المسيحي وأرادوا اعتناقه فكانوا يذهبون ويطلبون التنصير يوم سبت النور (سبت لعازر) طبقًا لاصطلاحات الكنيسة في أول عهدها… كذلك كانوا يدعونه (أحد غسل الرأس) وهي عادة كانت لهم في ذلك الزمان إشارة للتطهير واستعداد للتنصير… كذلك يدعون (أحد الأغصان، أحد السعف، أحد أوصنا) انظر دائرة المعارف مجلد 10 وجه 468).
احتفال المصريين بأحد السعف
يحتفل المصريين في كنائس مصر وشوارعها في هذا اليوم بصنع التيجان، والحلقان والأساور والخواتم، من سعف النخيل، ويقوم بإهداء بعضهم البعض بها، ويتزين بها ويتشارك فرحة العيد مسلمين ومسيحيين.
وفي العصر القديم استخدم أجدادنا المصريين القدماء، سعف النخيل في صنع القلائد والضفائر للزينة وفي الأفراح مُطعم بالأزهار وفي استقبال الملوك المنتصرين إذ كانوا يعدونه رمزا لتجدد الحياة فكانوا يحملون «سعف النخيل»، أثناء رقصاتهم الشعبية والجنائزية ونقشوا رموزه على أسقف وأعمدة المعابد، لتنتقل هذه المظاهر إلى احتفالات أحد السعف في مصر وتتوارثها الأجيال، كما أن القرى المصرية تستخدم زعف النخل في صناعة القفف والسلال التي تستخدم في حمل الأطعمة وحفظها.
ومن العادات الجديدة في مصر هي استخدام رابطة سنابل القمح التي يحرص المصريون على شرائها يوم أحد السعف، لتعليقها على المنازل استبشاراً بالخير والحصاد في العام الجديد.
ولأهمية هذا الحدث الجليل رتبت الكنيسة الاحتفال بذكراه كل سنة وجعلته عيدًا عموميًا من أعيادها الكبرى منذ القديم.
أسبوع الآلام عند المسيحيين
1- سبت لعازر: هو السبت الذي يلي جمعة ختام الصوم المقدس، ويسمى أيضا سبت الشعانين كما ورد في كتاب ترتيب البيعة، أي يوم السبت السابق ليوم أحد الشعانين، ويحتفل الأقباط فيه بمعجزة إقامة يسوع المسيح لعازر من بين الأموات بعد أن أنتن في قبره ودُفن أربعة أيام.
2- أحد الشعانين: يُعَد أحد الشعانين، وهي كلمة عبرية «هوشعنا (أي يا رب خلّص)»، من الأعياد الكبرى لدى الأقباط، ويُحتفل فيه بألحان الفرح قبل الدخول في ألحان البصخة الحزينة الأيام التالية له.
3- إثنين البصخة: يوافق هذا اليوم خروج المسيح مع تلاميذه، بحسب الإنجيل، من بيت عنيا متجها إلى هيكل أورشليم، ووجد في الطريق شجرة تين مورقة، فذهب ليأكل من ثمارها، فلم يجد بها ثمرا فلعنها فذبلت في الحال، ثم ذهب إلى أورشليم ودخل الهيكل وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام، فحنق عليه رؤساء الكهنة وفكروا في قتله، وبعدما «طهَّر» الهيكل، خرج من أورشليم مع تلاميذه وذهب إلى بيت عنيا.
4- ثلاثاء البصخة: يوافق هذا اليوم استكمال أحداث اليوم السابق له، وفيه يكشف المسيح، بحسب تتبع الأحداث في الأناجيل الأربعة، الكثير من الأمور والأسرار التي كان التلاميذ يسألون عنها وتاقوا إلى أن يعرفوها.
5- أربعاء البصخة: يوافق هذا اليوم من الأحداث أن المسيح قضى يومه في بيت عنيا وأخذ يُعِد تلاميذه لأحداث الأيام القادمة، أما رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ فاجتمعوا في دار رئيس الكهنة قيافا، بغية التشاور للقبض على المسيح وقتله، وكانوا يريدون الإمساك به بعيدا عن أورشليم والهيكل وفي يوم غير أيام العيد حتى لا يهيج الناس عليهم.
6- خميس العهد: يُعَد خميس العهد، أو الخميس الكبير، من أهم أيام أسبوع الآلام، وهو اليوم الذي جرى فيه إعداد الفصح وغسل أرجل التلاميذ، وكذلك تأسيس سر الشكر، فضلا عن خيانة يهوذا الإسخريوطي للمسيح وتسليمه لليهود.
7- الجمعة العظيمة: بعدما أكل المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه في أورشليم، وجاء يهوذا يرافق الجنود الرومان ليلا، وقُبض على المسيح، هرب التلاميذ وتركوه، غير أن اثنين منهم، بطرس ويوحنا، تبعا الجمع إلى دار رئيس الكهنة، حنّان، ثم إلى قيافا، وكان صهر حنّان، واجتمع أعضاء المجمع وعقدوا جلسة استثنائية لمحاكمة غير رسمية، وبقي المسيح معهم إلى قرب الفجر أو وقت صياح الديك، وفي أثناء ذلك أنكر بطرس المسيح ثلاث مرات، كما تنبأ عنه وأخبره.
كيف تحتفل الكنيسة بهذا العيد وما الطقس المتبع؟
طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها في رفع بخور باكر والصلاة بنغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التي تستخدم في هذا اليوم وعيد الصليب، وهى بذلك تبتهج بهذا العيد.
تعليق واحد
تعقيبات: اليوم بداية السنة القبطية الجديدة 1741 .. الكنيسة المصرية تحتفل بـ عيد النيروز - بوابة الوقائع