المنصورة – سيد غازي
بسبب حريق سوق الخواجات شهدت مدينة المنصورة ليلة صعبة بعد اندلاع حريق ضخم داخل أحد المولات في السوق الشهير بالمدينة نتج عنه وفاة خمسة أشخاص وإصابة 13 آخرين بجانب الخسائر المادية التي تقدر بالملايين.
بدأ الأمر بتلقي اللواء عصام الدين هلال، مدير أمن الدقهلية، بلاغًا عاجلًا من شرطة النجدة يفيد باندلاع حريق هائل داخل مول ملابس في سوق الخواجات بالمنصورة.
تفاصيل حريق سوق الخواجات بالمنصورة
على الفور انطلقت قوات الحماية المدنية، وفرضت كردونًا أمنيًا وأخلت السوق بالكامل، انتشار الملابس داخل المول جعل النيران تلتهم الطوابق بسرعة، وحاولت القوات السيطرة على الحريق.
عقب الإطفاء دخلت قوات المباحث والحماية المدنية لتفقد المكان وإجراء معاينة «أرضية محترقة.. هياكل خشبية منهارة، بضائع تحولت إلى رماد نتج عنها خسائر بملايين الجنيهات.

بعد دخول قوات الحماية المدنية تم العثور على جثامين خمس ضحايا وتم نقل جثامينهم إلى مستشفى الطوارئ تحت تصرف النيابة العامة.
بينما استقبلت المستشفى 13 مصابًا باختناق، بينهم سيدة سبعينية، وعمال شباب، ومجند بالحماية المدنية شارك في عمليات الإنقاذ.
أسماء ضحايا حريق سوق الخواجات بالمنصورة
علي محمد مصطفى الطنطاوي، 43 سنة، مقيم بقرية شبرا بدين مركز المنصورة، وماجد علي محمد مصطفى، 22 سنة، مقيم بقرية شبرا بدين مركز المنصورة، رأفت ماهر محمد صيام، 27 سنة، مقيم بالمنصورة، نجل مالك المحل، ومحمد أحمد السيد نخلة، 37 سنة، مقيم بالمنصورة، وأدهم مصطفى البنا، 30 سنة، مقيم بالمنصورة.

فيما أصيب 13 شخصا من بينهم مجند بقوات الحماية المدنية، اثناء تأدية عمله، وخرج عدد من المصابين بعد استقرار حالتهم الصحية.
أسماء المصابين في حريق سوق الخواجات بالمنصورة
أصيب كل من: أحلام سليمان الشويحي، 70 سنة، مقيمة بشارع بورسعيد، مصابة باختناق، ومحسن إبراهيم صلاح عبد الحميد،49 سنة، مجند بالحماية المدنية، مقيم بمنيه سمنود غربيه، مصاب باختناق، وكريم محمد العربي، 19 سنة، عامل بمحل ملابس بشارع بورسعيد، مصاب باختناق، محمد سمير فاروق علي،27 سنة، عامل بمحل ملابس ومقيم بالحسينية في المنصورة، مصاب باختناق ،صبحي إسماعيل العشماوي، 30 سنة، عامل بمحل ملابس، مقيم بميت عنتر مركز طلخا، مصاب باختناق، وليد خالد محمد غريب، عامل بمحل ملابس، مقيم بعزبة الشال بالمنصورة، مصاب باختناق.
وكانت محافظة الدقهلية قد أعلنت في وقت سابق ارتفاع عدد المصابين فى الحريق الذى نشب بمبنى محل تجارى بمنطقة سوق الخواجات بشارع بورسعيد بالمنصورة، إلى 13 مصابًا، ووفاة 5 أشخاص.
وأوضحت المحافظة أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة لإجراء الإسعافات اللازمة، وتقرر خروج 4 منهم بعد تماثلهم للشفاء.

وبعث اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، خالص التعازى والمواساة لأسر الضحايا، موجهًا بتوفير كافة سبل الرعاية الاجتماعية والدعم المعنوى والمادى لهم.
ووجّه المحافظ بسرعة إنهاء إجراءات تصاريح الدفن للمتوفين، داعيا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويلهم ذويهم وأهلهم الصبر والسلوان.
وكلف وكيل وزارة التضامن بسرعة صرف المساعدات المالية المقررة لأسر الضحايا والمصابين، وتوفير جميع أوجه الرعاية والعناية اللازمة لأسرهم، والتعاون وتوفير جميع سبل الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، ومتابعة حالتهم حتى مثولهم للشفاء.
كما توجه محافظ الدقهلية إلى مستشفى الطوارئ للاطمئنان على المصابين، وكان فى استقباله الدكتور الشعراوى كمال، المدير التنفيذى لمستشفيات الجامعة، والدكتور أمير فكرى، مدير عام المستشفى.
وأكد المحافظ دعمه الكامل للمصابين وأسرهم، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة، مشددًا على أن الدولة لا تدخر جهدًا فى رعاية المصابين فى مثل هذه الحوادث، انطلاقًا من مسؤوليتها الاجتماعية.

والتقى المحافظ بأهالى المصابين، واستمع إلى مطالبهم، حيث عبّر الأهالى عن تقديرهم للجهود المبذولة، وتقديرهم للمحافظ على حضوره الشخصى واهتمامه.
كما اطمأن المحافظ داخل المستشفى على الرعاية الطبية المقدمة للمصابين، والتقى بفرق الأطباء والتمريض، قائلًا: أشد على أيديكم وأقدّر جهودكم الجبارة، وكلنا هنا لخدمة المصابين وطمأنة أهلهم، مؤكدًا توفير كافة الخدمات الطبية المجانية حتى شفائهم التام.
وأضاف المحافظ فى حديثه للأطقم الطبية: أتوجه إليكم بتحية إجلال وتقدير لما بذلتموه من جهود مخلصة وعمل دؤوب فى رعاية المصابين والتعامل السريع مع حالاتهم، داعيًا بالشفاء العاجل للجميع.
من داخل غرفة المراقبة بـ«الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة»، تابع اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية واتخذ المحافظ قرارات عاجلة لتسريع السيطرة على الكارثة والدفع 12 سيارة إطفاء إضافية لمحاصرة ألسنة اللهب، وتمركز 5 سيارات إسعاف بمحيط المكان، وتوجيه ميداني للقوات لمنع امتداد الحريق للمحال والعقارات المجاورة.
قرارات النيابة العامة
وانتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الواقعة، وأمرت النيابة بانتداب الأدلة الجنائية لتحديد سبب الحريق ومصدره، وفحص كاميرات المراقبة داخل المول ومحيط السوق لكشف اللحظات الأولى وحصر شامل للخسائر والتلفيات والاستماع إلى شهود العيان والمصابين وتسليم الجثامين لذويهم عقب الانتهاء من تقارير الطب الشرعي.

عند باب المول المحترق، وقف والد «رأفت» ينظر إلى الطابق الذي سقط فيه ابنه، وكأنه ينتظر أن يخرج مرة أخرى لكن الحقيقة كانت أقسى من الانتظار، خمسة رجال خرجوا صباحًا يبحثون عن رزقهم، فعادوا على أكتاف رجال الإسعاف، وسوق الخواجات الذي اعتاد على حياة تضج بالحركة، صار اليوم يحمل وجعًا ثقيلًا وأبوابًا مغلقة على ذكرى موجعة، حادثة حريق المول ستبقى أحد أكثر مشاهد الألم في المنصورة.
بوابة الوقائع لكل خبر حكاية