كتب حسن سالم
ساعات تفصلنا عن المباراة التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة في مصر والوطن العربي والتي وصفها الكثير من النقاد والمحللين بأنه قد تكون مباراة حسم اللقب لهذا الموسم وهي لقاء القمة 131 بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.
وقد تختلف قواعد الألعاب الرياضية من رياضة لأخرى في عدة عوامل لكن القاسمان المشتركان بينهم جميعًا هما (الفوز والخسارة)، وهي قاعدة لا غنى عنها في أي لعبة وتخضع لها كل الألعاب سواء كانت الرياضية أو غيرها.
القمة 131 بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك … الاضطراب ما بعد القاري
وفي كرة القدم الحديثة أصبح لكلٍ منهما ثقافة سواء في الفوز أو الخسارة، كآلية نفسية وذهنية تتعبها الأندية والمنتخبات في كرة القدم كأحد أهم الرياضات على مستوى العالم إن لم تكن أهمها.

ثقافة تفتقر إليها بعض فرقنا المحلية وعلى رأسهم قطبي القمة (الأهلي والزمالك)، فعندما تحدث الخسارة سرعان ما تكون الأحداث عشوائية ومتخبطة أكثر من كونها عقلانية ومرتبة، لتناول الخسارة بطريقة نافعة غير مضرة.
لعنة خسارة الزمالك نهائي القرن
بل أن الأمر يتخطى المستوى الفني حتى يصل إلى المستوى الإداري، و يرصد لكم الوقائع اليوم في ملف خاص عن ما دار داخل القلعتين البيضاء والحمراء بعد خسارتيهما لنهائيين قاريين ضد بعضهما البعض، بدايةً بنهائي القرن (إنتهى بنتيجة 2-1 للأهلي ليفوز بالنسخة التاسعة لدوري أبطال إفريقيا) وختامًا بنهائي السوبر الإفريقي (إنتهى بفوز الزمالك بركلات الترجيح ليحقق خامس بطولاته من السوبر الإفريقي).
منذ خسارة أبناء ميت عقبة لنهائي القرن حتى سرت في أروقة النادي كل الأحداق الممكنة وغير الممكنة، كأنه القشة التي قسمت ظهر البعير سواء من تخبط إداري أو فني.

ومما أثّر على الزمالك بشكل كبير كونه كان الكفة الأرجح في ذلك النهائي، وإفتقاره ذهنيًا على كافة مستوياته من الخسارة في نهائي قاري أمام الأهلي.
شارك الزمالك من بعد نهائي القرن في 20 بطولة فاز بستٍ منها، بطولتين للدوري المصري وبطولة لكأس الإتحاد الإفريقي (الكونفدرالية) وبطولة للسوبر الإفريقي (على حساب الأهلي) وبطولتين لكأس مصر.
وتولّى تدريب الفريق منذ ذلك الوقت 14 مدربًا، كمؤشر جليّ للغاية لعدم الإستقرار الفني منذ ذلك الوقت.
لعنة خسارة الأهلي السوبر الإفريقي
وعلى الجهة الأخرى لم يعش الأهلي أفضل حالاته منذ خسارته أمام غريمه الأبيض في نهائي السوبر الإفريقي 2024 في افتتاحية الموسم الماضي، حيث نجح الزمالك في الفوز بركلات الترجيح بنتيجة 7-6 في نهاية المطاف.
وما لبث أن حدث ذلك إلا وأصبحت الشياطين الحمر داخل أروقة النادي بدلًا من المستطيل الأخضر، حيث تعد تلك الخسارة أحد أهم عوامل إقالة السويسري مارسيل كولر وما آلت إليه الأحداث قبل ذلك وبعده.

لعب الأهلي في 7 بطولات منذ خسارة نهائي السوبر الإفريقي 2024 فاز في بطولتين منهما فقط.
وتولّى تدريب الأهلي منذ ذلك الوقت مدربين عماد النحاس (ولايتين حتى الآن) والأسباني خوسيه ريبييرو (لمدة أقل من 3 شهور) في توتر فني لم يشهده النادي القاهري منذ سنوات، وتسجيل أسوأ إنطلاقة له في تاريخ الدوري المصري.
بعيدًا عن المفارقة الزمنية بين الإحصائيتين وأن الزمالك برهن أنه بدأ يعود لإستقراره تدريجيًا بعد الفوز بثلاثة بطولات خلال آخر سنتين، وتتجه الأنظار حاليًا صوب القلعة الحمراء وما ضجت بها من أحداث وترقب حالة الاستقرار.

ويلتقي الفريقان غداَ مساء الإثنين 29 سبتمبر الجاري في تمام الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة، للقمة رقم 131 على مستوى كافة البطولات، في الجولة التاسعة من منافسات الدوري المصري.
لكن يبقى القاسم المشترك بينهما هو “الإضطراب” بعد خسارة أحدهما من الآخر، فخسارتهم أمام خصوم أخرى وردت كثيرًا عبر التاريخ، لكن عندما تحدث بينهم تتجلى الأزمات وتثور البراكين على كافة الأصعدة، كأن إحتدام المنافسة بينهم جعل الأمر خارج قواميسهم، ويفقدون ثقافة الخسارة.