أخبار عاجلة
عثمان ديمبيلي يفوز بالكرة الذهبية
عثمان ديمبيلي يفوز بالكرة الذهبية

حسن سلم يكتب: عثمان ديمبلي.. المتمرد البطل

حسن سالم يكتب: عثمان ديمبلي..المتمرد البطل

يرتبط مصطلح “التمرد” بالأفعال السلبية أو بالعدوانية في السلوكيات والأفعال وحتى في الحديث والفكر، وهو أمر مغلوط وغير صحيح فالركن الرئيس للتمرد هو الرفض. 

والرفض غير مشروط برفض الأمور الصحيحة والسوية وخرق النظم، بل قد يكون رفض لما هو خاطئ وغير صحيح في الحياة، ولو لم يكن هناك تمرد صالح وإيجابي، لما خلقت أي ثورات في تاريخ العالم سياسياً، وما قامت دول ولا حضارات ولا إنتهت حروب، فجل هذه الأمور مبنية على فكرة التمرد. 

عثمان ديمبيلي يفوز بالكرة الذهبية
عثمان ديمبيلي يفوز بالكرة الذهبية

بيد أن عالم كرة القدم لم يخلو عن متمردين كثر سواء على المستوى الرياضي أو على أصعدة آخر، وأعلنت المجلة الفرنسية الشهيرة فرانس فوتبول عن تنصيب يوم 22 سبتمبر الجاري متمرد جديد في عالم الجلد المدور، الفرنسي عثمان ديمبلي نجم باريس سان جيرمان ومنتخب الديوك، المتوج بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم عن موسم 2024/2025. 

مسيرة عثمان ديمبيلي

مسيرة عثمان ديمبيلي لم تكن مثالية كما يظنها البعض بلعبه في أندية أوروبية عريقة، وتواجده رفقة بطل أوروبا لم يكن وليد الصدفة بل هو نتاج عثرات وتخبطات عديدة في حياته ومشواره الكروي. 

بدايةً من أصوله الإفريقية وموقع مدينته الجغرافي، الذي كان يعج بالمفاسد أكثر من كونه منطقة غير آمنة للأشخاص عامةً والرياضيين خاصةً، مما دعى والدته أن تكون بطلته الأولى والأهم حيث حافظت على وتيرة ممارسته لكرة القدم حتى تقلدت وسام البطولة كما إستحقت. 

عثمان ديمبلي
عثمان ديمبلي

بالإضافة إلى رفيق دربه مصطفى دياتة رفيق دربه وصديق طفولته معول البناء الثاني في حياته، فمنذ الطفولة مروراً بمحطة بروسيا دورتموند الذي ساعده على التكيّف في المجتمع الألماني وكان ولا زال عضداً له في كل محطاته.  

لتكون أول محطات تمرد “ديمبوز” (النحلة بالفرنسية) هو التمرد على الواقع، فلم يستسلم لما فرضته عليه الحياة بل فرض نفسه عليها وصنع واقعه الخاص حتى إنضم إلى أكاديمية استاد رين الفرنسي 2014.

وجاءت محطة تمرده الثانية حينما تمرد لحلمه في صيف 2017 على بروسيا دورتموند لإخضاعهم بقبول عرض برشلونة وإمتناعه عن التواجد داخل النادي عازفاً عن تدريباته، التي لم تكن هناك فرصة ذهبية أفضل من تلك لترى موهبته النور أكثر، ليكون خلفَا للراحل نيمار حينها فالمكانة والمكان ظن أنه مهيأ له، قبل أن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن. 

لنصل إلى آخر محطاته في التمرد وهو تمرده لإيمانه بنفسه، فبعد ست سنين عجاف مع العملاق الكتالوني، لم تبتعد الإصابات عنه سوا القليل حتى أنه كان يصاب وهو مصاب، ورغم أنه في نظر مشجعي البلوجرانا (خائناً) حيث أن النادي إحتواه وآمن به تشافي وكان في ذهنه حجر أساس مشروعه والذي لم يكتمل كليهما سواء مشروع الإسباني أو مسيرة الفرنسي، ليرحل لباريس سان جيرمان من الباب الخلفي عله يجد ضالته 

وآمن أنه لم ينتهي. 

لتنتعش مسيرته مرة أخرى ويصول ويجول رفقة أبناء حديقة الأمراء؛ حتى أذهل الجميع مشككهم في أنفسهم هل من أمامهم هو ديمبلي المعهود؟ هل هذه الأهداف والمساهمات والدعم الدفاعي منه حقاً؟ . 

عثمان ديمبيلي يفوز بالكرة الذهبية
عثمان ديمبيلي يفوز بالكرة الذهبية

كثرت الأسئلة على مدار عامين ليجيبهم عثمان سريعاً كما هو داخل الملعب بل وخارجه، ويعود من الباب الكبير متوجاً بتاج الجوائز الكروية فردياً حلمٌ إستعصى على كثير من الأساطير حققه في موسم باريس الأسطوري. 

رواية عثمان ديمبلي كتبت قصة ملحمية في حياة البشر عامةً، صراعات وعراقيل إحباطاتٌ ونجاحات، رواية ذرف فيها دموعاً وألماً حتى وصل إلى مبتغاه، مسيرة ما زالت طويلة تعلمنا جميعاً أن لا نرفع الراية البيضاء حتى نصل إلى مبتغانا.

عن Admin

شاهد أيضاً

أسعار الدولار اليوم

قبل تحديد سعر الفائدة من البنك المركزي .. تعرف أسعار الدولار اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025

كتبت منار الأزهري شهدت أسعار الدولار اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 تراجعا جديدا في تعاملات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *