بحضور مئات الآلاف من الإيرانيين انتهت مراسم تشييع جثمان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تم اغتياله في العاصمة الإيرانية فجر أمس الأربعاء في هجوم صاروخي نسب إلى دولة الاحتلال.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية، تفاصيل جنازة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حيث بدأت مراسم الجنازة في تمام الثامنة والنصف صباح اليوم الخميس، بإقامة صلاة الجنازة علي جثمانه بإمامة المرشد الأعلي آية الله علي خامنئي بمصلي جامعة طهران الكبير.
تفاصيل تشييع جثمان إسماعيل هنية
ووفقا للوكالة تم تشييع النعش من جامعة طهران في مراسم جنائزية شعبية بحضور مئات الآلاف من الإيرانيين واستمرت حتي ميدان آزادي (الحرية).
وبحسب موقع روسيا اليوم، تجمع حشد كبير من المشيعين يحملون صور هنية وأعلاما فلسطينية، في جامعة طهران وسط العاصمة.
وكانت أعلنت وسائل إعلام فلسطينية الأربعاء، مواراة جثمان إسماعيل هنية الثرى في العاصمة القطرية الدوحة بقطر بعد صلاة الجمعة المقبل وبمشاركة جماهيرية كبيرة.
وأعلنت حركة حماس الفلسطينية، أمس الأربعاء؛ إقامة مراسم تشييع رسمي وشعبي لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في طهران، الخميس، قبل نقل الجثمان إلى العاصمة القطرية الدوحة، فيما تم إعلان الحداد لمدة 3 أيام.
وقالت الحركة الإسلامية للمقاومة الفلسطينية «حماس»، في بيان سابق لها، إنه ستجرى لإسماعيل هنية مراسم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الخميس الموافق 1 أغسطس 2024.
وأضاف البيان أنه سينقل الجثمان إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر الخميس، وتقام صلاة الجنازة على روح «هنية» في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة، وبعد ذلك سينقل الجثمان إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة «الإمام المؤسس» في لوسيل بدولة قطر.
تفاصيل اغتيال هنية
وقتل هنية في هجوم بصاروخ موجه في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، استهدف مقر إقامته في طهران التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وقال الحرس الثوري في بيان: “استهدف مقر إقامة هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران”، مما أدى إلى مقتله هو وأحد حراسه.
وأضاف البيان: “يجري التحقيق في أسباب وأبعاد هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقا”.
نقابة المحامين تدين اغتيال إسماعيل هنية
من جانبها أعلنت نقابة المحامين المصرية برئاسة عبدالحليم علام، نقيب المحامين ـ رئيس اتحاد المحامين العرب، الجريمة الغادرة التي أقدم عليها الكيان المحتل باغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين فجر الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران.
وأكدت النقابة في بيان لها حصلت الوقائع اليوم على نسخة منه، أن تلك الجريمة تعد تصعيداً خطيراً ينذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وشددت نقابة المحامين على أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة الاعتداءات المنكرة التي يمارسها الكيان المحتل، وتشكل استفزازاً جديدأ للشعب الفسطيني، وتقوض الجهود المبذولة من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة، ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وناشدت النقابة في بيانها المجتمع الدولي بالمسارعة إلى تحمل مسئولياته، وأن يتحلى بالشجاعة، وضرورة تحقيق العدالة، لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة البشعة، قبل أن تنفلت الأوضاع إلى ما لا يمكن السيطرة عليه.
وبحسب تفاصيل البيان «تتقدم نقابة المحامين في مصر بخالص العزاء إلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى الشعب الفلسطيني البطل، وإلى أسرة الشهيد إسماعيل هنية بأحر التعازي، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
من هو إسماعيل هنية
إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، المعروف فلسطينياً بكنية “أبو العبد”، من مواليد 29 يناير 1963.
هو سياسي فلسطيني بارز ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة بعد فوز الحركة بأغلبية مطلقة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006.
نشأ هنية في مخيم الشاطئ للاجئين، الذي لجأ إليه والداه من مدينة عسقلان عقب النكبة، وتلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية في غزة.
دراسة إسماعيل هنية
في عام 1987 تخرج منها بعد حصوله على إجازة في الأدب العربي، ثم حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية منها عام 2009.
بدأ هنية نشاطه السياسي من حركة الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية لحركة حماس، وكان عضواً في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي 1983 و1984، ثم تولى منصب رئيس مجلس الطلبة.
اعتقاله في سجون الاحتلال ونفيه
سجن هنية من قبل سلطات الاحتلال عام 1989 لمدة ثلاث سنوات، ثم نُفي بعدها إلى “مرج الزهور” على الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية مع عدد من قادة حماس، ومن بينهم الرئيس السابق للحركة عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما بعد، ومحمود الزهار وأكثر من 400 ناشط فلسطيني.
قضى هنية عاماً كاملا في الإبعاد إلى “مرج الزهور” عام 1992، ثم عاد إلى غزة، وتم تعيينه عميداً في الجامعة الإسلامية بغزة.
في عام 1997 عُين رئيساً لمكتب الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس التاريخي، بعد إطلاق سراحه، وتعزز موقعه في الحركة خلال انتفاضة الأقصى.
محاولات اغتيال إسماعيل هنية
في سبتمبر 2003، أصيب هنية والشيخ أحمد ياسين بجروح طفيفة في غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني في مدينة غزة.
وغادر الرجلان المبنى قبل ثوان من سقوط القنبلة، وبعد سماع صوت الطائرة الإسرائيلية تقترب.
وبعد ستة أشهر فقط، استشهد الشيخ أحمد ياسين بنيران طائرات الهليكوبتر الحربية الإسرائيلية أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر.
تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر 2006 أثناء صدام مسلح بين حركتي فتح وحماس، واستهدفت إسرائيل منزله في غزة بالقصف في حروبها على غزة سعيا لاغتياله.
في ديسمبر 2005، ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006.
في 16 فبراير 2006، رشحته حماس لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين، وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر.
وفي 30 يونيو 2006، هددت حكومة الاحتلال الإسرائيلي باغتياله ما لم يفرج عن الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط، وهو الذي لم يتم إلا في 2011 ضمن صفقة الأحرار والإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً، ومن ضمنهم رئيس الحركة الحالي في غزة يحيى السنوار.
يعد إسماعيل هنية ثالث من يتولى أعلى منصب في حركة حماس، وهو رئاسة المكتب السياسي، وسبقه في ذلك القيادي موسى أبو مرزوق من 1992 حتى 1996، ومن ثم جاء رئيس الحركة الحالي في الخارج، خالد مشعل.
أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم 14 يونيو 2007 بعد سيطرة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة حسما لانفلات أمني دام شهورا في القطاع، وقد رفض هنية هذا القرار وواصل رئاسة ما أصبح يسمى “الحكومة المقالة” التي تتخذ من غزة مقرا لها.
حرص هنية على فتح الباب أمام المصالحة الوطنية مع السلطة الفلسطينية، وأعلن قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة المقالة في إطار مصالحة شاملة تكون حكومة وفاق وطني أبرز ثمارها.
ونتيجة لذلك تم الإعلان عن تلك الحكومة يوم 2 يونيو 2014 برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله، وهنأ إسماعيل هنية الشعب الفلسطيني بتشكيل الحكومة الجديدة قائلا “إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة”.
عائلة إسماعيل هنية.. والد الشهداء
تزوج إسماعيل هنية من ابنة عمه آمال هنية، وأنجب منها 13 من الأبناء، ثمانية ذكور وخمس إناث.
البنات هن سناء، ولدت عام 1986، وبثينة، ولدت عام 1987، وخولة، ولدت عام 1992، ولطيفة، ولدت عام 1998، وسارة، ولدت عام 2004.
أما أولاده الذكور فهم عبدالسلام (ولد عام 1981)، وهمام (ولد عام 1983)، ووسام (ولد عام 1984)، ومعاذ (ولد عام 1985)، وعائد (ولد عام 1994)، وحازم (ولد عام 1994) واستشهد في غارة إسرائيلية، وأمير (ولد عام 1995) واستشهد في غارة إسرائيلية، ومحمد (ولد عام 1996) واستشهد في غارة إسرائيلية.
أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية يوم 31 يناير 2018 اسم هنية على “قوائم الإرهاب”، جاء هذا القرار في فترة توتر الأوضاع بين واشنطن والفلسطينيين بسبب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.
وصفت حركة حماس القرار بأنه “مثير للسخرية”، وأضافت “كأننا كفلسطينيين نبحث عن شهادة حسن سلوك عند أمريكا”.
ومنذ السابع من أكتوبر ويحاول الاحتلال الإسرائيلي استهداف قادة حماس في داخل قطاع غزة وخارجه.
اقرأ أيضا مواضيع ذات صلة
تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية في طهران بعد فشل 3 محاولات سابقة.. صاروخ استهدف جسده