خلال أيام قليلة يستقبل المسلمون أيام عيد الأضحى المبارك، وتقديم الأضحية، والتجمع لصلاة العيد، في أجواء لها طابع خاص لدى الأمة الإسلامية، خاصة تكبيرات العيد التي يرددها الكبير والصغير.
ويطرح العديد من المسلمين أسئلة تخص هذه الأيام المباركة خاصة حول الأضحية وتقسيمها وصلاح العيد وعدد التكبيرات وما إلى ذلك من أمور فقهية تخص هذه الأيام المبباركة.
وتقدم «الوقائع اليوم»، مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول عيد الأضحى المبارك وطقوسه الدينية والاحتفالية خاصة ما يتعلق بصلاة العيد والأضحية.
عدد تكبيرات عيد الأضحى
وقالت دار الإفتاء في حديثها عن عدد تكبيرات عيد الأضحى، إن المراد بالتكبير في تكبيرات العيد هو تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأنَّ التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأنَّ حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئًا من النقص، ولذلك شُرع التكبير في الصلاة؛ لإبطال السجود لغير الله.
وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شُرِع التكبير عند انتهاء الصيام بقوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]؛ ومن أجل ذلك مضت السُّنَّة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد، وكان لقول المسلم: (الله أكبر) إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم، وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام. راجع: “التحرير والتنوير” (2/ 176، ط. الدار التونسية).
رأي الفقهاء في عدد تكبيرات عيد الأضحى
وأضافت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، في الحديث عن عدد تكبيرات عيد الأضحى، أن التكبير في العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء؛ قال الله تعالى بعد آيات الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ علَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]، وحُمِل التكبير في الآية على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه في آيات الحج: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 203]، وقال أيضًا: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ علَى مَا رَزَقَهُمْ مِن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ [الحج: 28].
وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ علَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [الحج: 37]، وحُمِل الذكر والتكبير في الآيات السابقة على ما يكون في عيد الأضحى؛ قال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه فيما نقله العلامة الخطيب الشربيني في “مغني المحتاج” (1/ 593، ط. دار الكتب العلمية)؛ قال: [سمعت مَن أرضاه من العلماء بالقرآن يقول: المراد بالعدة عدة الصوم، وبالتكبير عند الإكمال، ودليل الثاني -أي: تكبير الأضحى- القياس على الأول -أي: تكبير الفطر-؛ ولذلك كان تكبير الأول آكد للنص عليه] اهـ.
تكبيرات عيد الأضحى
واختلف الفقهاء في عدد تكبيرات عيد الأضحى، بشأن 3 آراء، الأول أن يكبر ثلاث تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وثلاث تكبيرات في الثانية بعد القراءة وقبل الركوع، وهذا في قول الحنفية [حاشية إبن عابدين (2/172)]، ورواية عن أحمد [الإنصاف (2/341)]، مستشهدين بما روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- «أنه كبر أربعًا ثم قرأ ثم كبر فركع، ثم يقوم في الثانية ثم يُكبر أربعًا» (رواه ابن عبد الرزاق في مصنفه (5687) كتاب العيدين باب التكبير في الصلاة)، وبما روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- «أنه كبر أربعًا ثم قرأ ثم كبر فركع، ثم يقوم في الثانية ثم يُكبر أربعًا»، [رواه ابن عبد الرزاق في مصنفه (5687) كتاب العيدين باب التكبير في الصلاة].
صيغة تكبيرات عيد الأضحى
أما الرأي الثاني بشأن عدد تكبيرات عيد الأضحى، يرى أن يكبر سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، وستة مع تكبيرة القيام للركعة (أي قبل القراءة)، وهو قول مالك [المدونة (1/169) ، الكافي (1/264)]، ومذهب الحنابلة [المغني(3/271)، مستندًا على ما روي عن ابن عمر أنه شهد الضحى والفطر مع أبي هريرة فكبَرَ في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة ستَ تكبيرات قبل القراءة، [رواه أبي داود في سننه (1151) كتاب الصلاة باب التكبير في العيدين، والترمذي في جامعه (536) كتاب الجمعة باب ما جاء في التكبير في العيد، وابن ماجة في سننه (1297) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في تكبير الإمام في صلاة العيد]، وبما روي عن عائشة أن «النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة الركوع». [رواه أبي داود في سننه (1149) (1150) كتاب الصلاة باب التكبير في العيد، وابن ماجة في سننه (1280) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في تكبير الإمام في صلاة العيد.
عيد الأضحى المبارك 2024
القول الثالث في عدد تكبيرات عيد الأضحى، يرى أن يكبر سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وخمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، وهو قول الشافعية [الأم (1/395)]، واختاره ابن عبد البر [الكافي (1/264)]، وابن حزم [المحلى (5/83)]، مستشهدًا بما روي عن ابن عمر «أنه شهد الضحى والفطر مع أبي هريرة فكبَرَ في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة ستَ تكبيرات قبل القراءة».
ويردد المسلمون في مصر صيغة تكبيرات العيد يزيدون فيها الصلاة على النبي وهى: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا»، وهي صيغة شرعية صحيحة وصفها الإمام الشافعي رضي الله عنه بالحُسْن كما سبق.
ما هي الأضحية ومتى شرعت؟
والأضحية هي وسيلة للتقرب إلى الله -عز وجل-، من خلال نحر الأنعام بشروط محددة وفي أيام محددة وبنية سليمًة، وقد تم تشريع الأضحية في العام الثاني للهجرة، وهو العام الذي تم فرض صلاة العيدين والزكاة فيه كما أن الله- سبحانه وتعالى- قد شرعها في القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة الكوثر: (فصل لربك وانحر)، وهو ما أكدته السنة النبوية ويعتبر النحر أو التضحية أسوًة بنبي الله إبراهيم –عليه السلام- بقول الله تعالى (وفديناه بذبح عظيم).
أحكام تقسيم الأضحية عند المذاهب الأربعة
وقال الشيخ الدكتور عبد العزيز النجار، وكيل وزارة بالأزهر الشريف، إن الأئمة الأربعة اختلفوا حول تشريع تقسيم الأضحية من إمام لآخر ومن مذهب لآخر، لافتا إلى أن الحنفية والحنابلة أجمعا أن تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء أمر مستحب، فيكون ثلث للفقراء وثلث للمضحي وثلث للإهداء كما أكد الحنفية أو المذهب الحنفي على أنه إذا كان المضحي ميسور الحال أن يتصدق بثلثي الأضحية ويأكل الثلث الأخير فقط.
وأضاف وكيل الوزارة بالأزهر في تصريح لـ«الوطن»، أنه عند الشافعية يفضل تقسيم وتوزيع أغلب الأضحية على الفقراء والمساكين وأن يأكل المضحي نسبة قليلًة من الأضحية أما المالكية فقد أجمعوا على أنه لا يوجد تحديد معين لتقسيم وتوزيع الأضحية، فللمضحي الحرية الكاملة في توزيع وتقسيم الأضحية كيفما رأى وأراد ؛ فيأكل ما يشاء ويتصدق بما يشاء ويهدي بما يشاء.
حكم التصدق عند تقسيم الأضحية
وأكد أنه وفقًا للمذاهب الأربعة: أجمع الشافعية والحنابلة على وجوب التصدق من لحم الأضحية عملًا بقول الله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) وبناءً عليه فإن الأضحية لا تقبل ممن لم يتصدق بجزء منها أما عند الحنفية الحنابلة، فقد أجمعوا على جواز عدم التصدق بجزء من الأضحية، بل إنه أمر مستحب وليس واجبًا وعلى ذلك فإن من ضحى وأكل الأضحية كاملًة ولم يتصدق أو يهدي منها فإن الأضحية مقبولة منه.
ماذا يقال عند ذبح الأضحية
أجابت دار الإفتاء المصرية، على تساؤل ماذا يقال عند ذبح الأضحية، قائلة إنه من السنن أن يقول المضحي عند الذبح: «إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك، كما ينبغي التسمية والتكبير عند الذبح».
دعاء ذبح الأضحية
وتابعت دار الإفتاء المصرية، في منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في إجابتها على تساؤل ماذا يقال عند ذبح الأضحية، أنه ورد دعاء ذبح الأضحية فيما روي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدٍ بِكَبْشَيْنِ فَقَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا: «إني وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للذي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ».
حكم تقسيم الأضحية
وأوضحت دار الإفتاء، أن تقسيم الأضحية يكون على ثلاثة: «ثلث له ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء»، حيث إن للمضحي المتطوع الأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاء وجِلدًا كلها أو بعضها، أو التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، إلا أنه لا يجوز إعطاء الجلد أجرة للجزار، وكذلك لا يجوز بيعه، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَكُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا»، وقد صَحَّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي صِفَةِ أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَال: «ويُطْعِمُ أَهْلَ بَيْتِهِ الثُّلُثَ، وَيُطْعِمُ فُقَرَاءَ جِيرَانِهِ الثُّلُثَ، وَيَتَصَدَّقُ عَلَى السُّؤَّالِ بِالثُّلُثِ».
حكم الاشتراك في الأضحية
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الاشتراك يكون إذا كانت الذبيحة كبيرة، مثل العجل والجمل، يشترك فيه 7 أشخاص من 7 أسر، فيساوي السبع خروف أو جدي، فهنا يكفي لأسرة واحدة.
وأضاف «شلبي» في حديثه عن حكم الاشتراك في الأضحية، خلال حلقة تليفزيونية على شاشة قناة «الناس»، أن الأسرة الواحدة تعني زوج وزوجة والأولاد، لكن إذا تزوج أحد الأولاد وصار له سكن مستقل ومعيشة مستقلة، فتكون هذه أسرة جديدة، لذلك لا يجوز أن يكون مع والديه في قسمة السبع، موضحًا أن أقل حصة للأسرة في الذبيحة هي السبع.
تعليق واحد
تعقيبات: انخفاض أسعار الأضحية الحية: كيلو البقري قائم يسجل 115 جنيها - بوابة الوقائع