عصام الحوت
بعد سنوات من الهزائم المتكررة والاختفاء الإعلامي، عاد تنظيم داعش الإرهابي للظهور مرة أخرى على سطح الأحداث، وتردد اسمه على وسائل الإعلام المختلفة بعد تبنيه مسئولية الهجوم على حفل موسيقي بالعاصمة الروسية موسكو.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، محسوبة على تنظيم داعش الإرهابي، شريط فيديو صوّره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم على حفل موسيقي قرب العاصمة الروسيّة موسكو، وفق ما أفاد موقع «سايت» المتخصّص في رصد المواقع المتشددة.
داعش ينشر فيديو الهجوم على تيلجرام
ويُظهر الفيديو البالغة مدّته دقيقة و31 ثانية عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوّشة، وهم يمسكون بنادق هجوميّة وسكاكين، داخل ما بدا أنّه بهو قاعة الحفلات الموسيقيّة “كروكوس سيتي هول” في كراسنوغورسك في شمال غرب العاصمة الروسيّة.
وبينما كان المهاجمون يُطلقون رشقات ناريّة عدّة، شوهِد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفيّة.
وظهر شريط الفيديو هذا على حساب في تلغرام قال موقع “سايت” إنه يعود إلى وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
ورغم ذلك، لم يوجّه فلاديمير بوتين ولا جهاز الأمن الفدرالي أي اتهام إلى التنظيم.
وأسفر الهجوم الذي أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليّته عنه مساء الجمعة، عن مقتل أكثر من 154 شخصا على الأقلّ. وهو ما يعتبر الهجوم الأكثر دمويّة الذي يتبنّاه داعش على الأراضي الأوروبّية.
وتعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت “معاقبة” المسؤولين عن الهجوم، مؤكدا أنّ المهاجمين أوقِفوا وهم في طريقهم إلى أوكرانيا، من دون الإشارة إلى إعلان داعش مسؤوليّته عن هذا الاعتداء.
ووفقا للكرملين، أوقف 11 شخصا، بينهم 4 يُشتبه في أنهم من منفّذي الهجوم الإرهابي.
وذكرت محطة “روسيا 24” التلفزيونية العامة صباح الأحد أن “البلاد بكاملها في حالة حداد تضامنا مع الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم في هذه المأساة اللاإنسانية”.
وبثت مشاهد للوحة رقمية ضخمة مثبتة على جدران قاعة الحفلات التي تعرضت للهجوم تظهر شمعة على خلفية سوداء وجملة “كركوس سيتي هول. “نحن في حداد 22/03/2024” وهو تاريخ الهجوم.
تتواصل عمليات البحث في أنقاض المبنى الذي دمرته النيران وانهار سقفه جزئيا باستخدام معدات ثقيلة، في مهمة قد تستغرق أياما.
ونفّذ تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضا في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.
وأعلن التنظيم في بيان على تلغرام أنّ مقاتليه “هاجموا تجمّعا كبيرا (…) في محيط العاصمة الروسيّة موسكو”، زاعما أنّ مقاتليه “انسحبوا إلى قواعدهم بسلام”.
أوكرانيا تنفي علاقتها بالهجوم الإرهابي
وأكّد جهاز الأمن الفدرالي السبت أن المشتبه بهم كانت لديهم “جهات اتصال” في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار من دون تقديم أي دليل على هذه الصلات المفترضة التي لم تحدّد طبيعتها.
وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على منصة “إكس” إن “الروايات التي تقدّمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة” مؤكّدا أن “أوكرانيا ليست لديها أدنى صلة بالحادث”.
من جهته، دان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الهجوم “الوحشي” معربا عن أمله في ألا يصبح “ذريعة” لتصعيد العنف.
ونشرت المسؤولة في محطة “آر تي” العامة مارغريتا سيمونيان مقاطع فيديو تظهر اعترافات اثنين من المشتبه بهم أثناء استجوابهما من دون ذكر الجهة الراعية للهجوم. ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من تأكيد صحة المقاطع.
وبحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان. وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها “لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حاليا حول ضلوع مواطنين” من طاجيكستان في الهجوم.
والسبت، توافد عشرات الروس المصدومين إلى مراكز التبرع بالدم في موسكو أو إلى نصب تذكارية أقيمت في موقع الحادث.
وقال فلاديسلاف (18 عاما) لوكالة فرانس برس فيما كان ينتظر في الطابور للتبرع بالدم “عندما نكون أمام وضع مماثل (…) نريد المساعدة”.
وعلقت في بعض مواقف الحافلات في المدينة ملصقات تظهر شمعة على خلفية سوداء مرفقة بجملة “نحن في حداد 22/03/2024” وهو تاريخ الهجوم.
وأعلنت المتاحف والمسارح في موسكو إغلاق أبوابها خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أغلقت دور السينما في موسكو السبت والأحد مقدّمة “تعازيها” لعائلات الضحايا.