أخبار عاجلة
أسلحة الإمارات في الحرب في السودان
أسلحة الإمارات في الحرب في السودان

الحرب في السودان .. الوجه الآخر لدولة الإمارات العربية المتحدة

كتبت غدير محمد السيد

الإمارات، الدولة اللامعة ذات مراكز التسوّق الضخمة والماركات العالمية وصُنّاع المحتوى والمعمار الحديث والاقتصاد القوي، تمتلك فوق هذا تراثًا عربيًا أصيلًا يظهر في خيولها ولهجتها وتقاليدها، لكن كل ذلك لا يمثل سوى الوجه الظاهر للدولة العربية الإسلامية حيث ظهر وجهها الآخر في الحرب في السودان .

وفقًا لتقارير دولية وإعلامية، تُتَّهَم الإمارات بالمساهمة في الحرب الدائرة بالسودان، التي تسببت في مقتل أكثر من 24 ألف مواطن سوداني وتجويع نحو 24.6 مليون إنسان، من بينهم ما يقارب 8.1 مليون في المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي.

استخدام أسلحة إماراتية الحرب في السودان

فتقول منظمة العفو الدولية، بعد إجراء تحقيق جديد، إنه تم الاستيلاء في الخرطوم على أسلحة صينية متطورة، أعادت الإمارات العربية المتحدة تصديرها، علاوة على استخدامها في دارفور في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة الحالي الذي فرضته الأمم المتحدة.

وأكدت المنظمة الدولية في تقرير منشور على موقعها الرسمي أنه، عبر تحليل صور ومقاطع فيديو صُوّرت بعد هجمات شنتها قوات الدعم السريع، على قنابل صينية موجهة من طراز جي بي 50 إيه ومدافع هاوتزر إيه إتش-4 من عيار 155 ملم.

أسلحة الإمارات في الحرب في السودان
أسلحة الإمارات في الحرب في السودان

وهذه أول مرة يوثّق فيها استخدام قنابل جي بي 50 إيه فعليًا في أي نزاع في العالم. وهي أسلحة من صنع نورينكو غروب المعروفة أيضًا باسم شركة مجموعة صناعات شمال الصين المحدودة، وهي شركة دفاعية مملوكة للدولة الصينية. ومن شبه المؤكد أن الإمارات العربية المتحدة قد أعادت تصدير هذه الأسلحة إلى السودان.

وقال بريان كاستنر، مدير أبحاث الأزمات في منظمة العفو الدولية: “هذا دليل واضح على استخدام قنابل ومدافع هاوتزر موجهة متطورة صينية الصنع في السودان”.

وأضاف “يشكل وجود قنابل صينية مصنّعة حديثًا في شمال دارفور انتهاكًا واضحًا من جانب الإمارات العربية المتحدة لحظر الأسلحة. إن توثيقنا لمدافع هاوتزر من طراز إيه إتش-4 في الخرطوم يعزز وجود كم متنام من الأدلة التي تبين تأييد الإمارات العربية المتحدة الواسع لقوات الدعم السريع، في انتهاك للقانون الدولي”.

وواصل “إنّه لأمر مشين أن يتقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن تنفيذ حظر الأسلحة القائم بشأن دارفور، وألا يستمع للدعوات المطالبة بتوسيع نطاقه ليشمل السودان بأكمله، فالمدنيون يتعرّضون للقتل والإصابات بسبب التقاعس العالمي، بينما تواصل الإمارات العربية المتحدة خرق الحظر. يتعيّن على الإمارات العربية المتحدة أن توقف فورًا عمليات نقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع. وإلى أن يتحقق ذلك، ينبغي أيضًا وقف كافة عمليات النقل الدولية للأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة”.

دور الإمارات في الحرب السودانية
دور الإمارات في الحرب السودانية

كما تُشير بعض التقارير الحقوقية إلى أن نساء السودان يتعرضن لانتهاكات مروّعة، منها الاغتصاب والعنف الجنسي، حيث تُجبر النساء أحيانًا على الاختيار بين تعرضهن أو تعرض بناتهن للاعتداء. وتُذكر أيضًا حالات اتجار واستعباد وبيع للنساء داخل مناطق النزاع، وهو ما يعكس مدى الانهيار الإنساني الناتج عن الحرب.

وبينما يمكن إحصاء عدد القتلى أو الجوعى نسبيًا، يصعب حصر عدد النساء اللواتي تعرّضن لهذه الانتهاكات، إذ فقد كثيرات حياتهن أو امتنعن عن الإبلاغ خوفًا من الوصمة أو الانتقام.

فكيف يمكن لدولة عربية أن تُتَّهم بالمشاركة في تدمير شعب عربي شقيق؟

وكيف تجرد نفسها من ثوب العروبة والوحدة؟

هل يمكننا أن نصبح صورة ممن كنا نستنكر أفعالهم يومًا؟

بداية الحرب في السودان

بدأت الحرب عام 2023 بين عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع.

ويُذكر أن الإمارات قدّمت دعمًا ماليًا ولوجيستيًا وعسكريًا لقوات الدعم السريع، بما في ذلك تسهيل وصول الأسلحة والطائرات، وذلك — حسب العديد من التقارير — من أجل مصالح اقتصادية تتعلق بـ الذهب السوداني، إذ تُعد السودان من أكبر الدول المنتجة له في العالم.

لم يكن دعم الإمارات لهذه القوات بدافع الوقوف مع “الطرف الصحيح” أو تهدئة الوضع السياسي، بل من أجل تحقيق مصالح اقتصادية واستراتيجية، حتى وإن كان الثمن حياة المدنيين.

قوات الدعم السريع تسيطر على الفاشر
قوات الدعم السريع تسيطر على الفاشر

وفي مايو 2025، أعلنت الحكومة السودانية قطع العلاقات مع دولة الإمارات، متهمةً إياها بأنها دولة معتدية، بينما استمرت الإمارات في نفي التهم وادّعت أنها محايدة في الصراع.

إن الحرب في السودان ليست مجرد حربٍ أهلية، بل هي صراعٌ أعقد بكثير، تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية.

ويُعد الدور الإماراتي — كما تراه بعض التحليلات — أحد العوامل التي فاقمت الأزمة.

ويبقى السؤال:

هل جعل التطبيع مع إسرائيل الإمارات نسخة مصغّرة منها؟ أم أن الإمارات نسيت عروبتها وتخلّت عن إنسانيتها؟

مواضيع ذات صلة

الحرب في السودان.. الجيش ينسحب من الفاشر وقوات الدعم السريع تسيطر على ولايات دارفور وتقترب من حدود مصر

500 يوم من الحرب الأهلية في السودان .. 150 ألف قتيل و12 مليون نازح ومخاوف من انقسام جديد

تفشي الكوليرا في السودان.. تسجيل 300 إصابة جديدة و18 وفاة.. ومصر ترفع درجة الاستعداد

الحرب في السودان .. بعد مجزرة ود النورة.. مصرع 35 شخصا في معارك الفاشر

عن Admin

شاهد أيضاً

سعر الدولار اليوم

ارتفاع في سعر الدولار اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 بعدد من البنوك المصرية

كتبت مي عمر شهد سعر الدولار اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 بعدد من البنوك المصرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *