أخبار عاجلة
الحرب في السودان سقوط مدينة الفاشر
الحرب في السودان سقوط مدينة الفاشر

الحرب في السودان.. الجيش ينسحب من الفاشر وقوات الدعم السريع تسيطر على ولايات دارفور وتقترب من حدود مصر

كتب عصام الحوت

مازالت الحرب في السودان تشتعل حيث أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان رسميا انسحاب قوات الجيش السوداني من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ليتم الاستيلاء عليها من قبل قوات الدعم السريع.

وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال الأيام الماضية واحدة من أصعب فصول الحرب السودانية منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تحولت المدينة إلى مدينة أشباح، بعد إعلان قوات حميدتي سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بعد انسحابه.

مجازر قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر

انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر، في ضوء المجازر التي تشهدها المدينة السودانية، على يد قوات الدعم السريع، وهو ما ساهم في زيادة كبيرة في أعداد النازحين، بالإضافة إلى استمرار حملة من الإدانات الدولية.

الحرب في السودان سقوط مدينة الفاشر
الحرب في السودان سقوط مدينة الفاشر

وبحسب تقارير حقوقية، نزح 62 ألف فرد من الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر الماضي، من جملة 260 ألفًا كانوا يتواجدون في المدينة، لا يزال مصيرهم مجهولًا بسبب قطع القوات المهاجمة شبكات الاتصال وتزايد الأدلة على حدوث عمليات قتل جماعي.

منذ قرابة العام لم يهدأ القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في محاولة للسيطرة على الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.

إعدامات ميدانية

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرتها عدة وسائل إعلام عربية وعالمية، قيام قوات الدعم السريع بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق أسرى في الفاشر، وسط اتهامات بأن الضحايا كانوا يقاتلون في صفوف الجيش.

وانتشرت في الوقت نفسه مقاطع مصورة أظهرت تصفية مدنيين عزل داخل المدينة، وسط اتهامات موجهة لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم مروعة ضد السكان.

قوات الدعم السريع تسيطر على الفاشر
قوات الدعم السريع تسيطر على الفاشر

وخلال الأيام الأخيرة، احتدت وتيرة المواجهات بين الطرفين في غرب البلاد، ما دفع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى الإعلان مساء الإثنين عن انسحاب الجيش من المدينة، مبررًا القرار بالتدمير والقتـل الممنهج للمدنيين.

البرهان يعلق على انسحاب قواته من الفاشر

في أول تعليق له بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر قيادة الجيش في الفاشر، قال البرهان: “وافقنا على أن يغادروا المدينة إلى مكان آمن لتجنب تدميرها وحماية ما تبقى من المدنيين”.

ومن جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن قوات الدعم السريع تمنع وصول الفارين من الفاشر بشمال دارفور إلى مناطق آمنة، فيما تعرض البعض للقتل والتعذيب أثناء نزوحهم، معربة عن مخاوفها جراء تعرض أعدادًا كبيرة من الناس في الفاشر لحالة من الخطر الداهم.

وأوضحت المنظمة أن الدعم السريع وحلفاءها تمنعهم من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، مثل مدينة طويلة.

وأشارت إلى أن فرق المنظمة في طويلة، الواقعة على بعد 60 كيلومترًا من الفاشر، تتعامل مع تدفق جماعي للنازحين والمصابين عقب سيطرة الدعم السريع على الفاشر، حيث شهدت البلدة في الأشهر الأخيرة موجات من النازحين.

النازحون من السودان
النازحون من السودان

وأفادت بأن البلدة استقبلت أكثر من 5 آلاف نازح خلال الأيام الخمسة الماضية، حيث تحدث هؤلاء الأشخاص عن المجازر والعالقين الذين يتعرضون للتعذيب والاختطاف من أجل الفدية، والعنف الجنسي، والإعدام بإجراءات موجزة في الفاشر والمناطق المجاورة وعلى طول الطرق التي يفرون منها.

كما أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقيها تقارير عن نقص حاد في الغذاء وارتفاع كبير في الأسعار داخل المدينة، فضلًا عن إعدام خمسة رجال كانوا يحاولون إيصال الطعام إلى سكان الفاشر.

وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن معظم من تبقى من المدنيين في المدينة قد قُتـلوا، فيما لا يٌعرف مصير البقية حتى الآن.

مجازر قوات الدعم السريع في الفاشر..  المواطنون يحفرون قبورهم بأيديهم

من جانبه قال مواطن سوداني في تصريحات صحفية: “قوات الدعم السريع تجبر المواطنين على حفر قبور جماعية بأيديهم ومن بعدها يتخلصوا منهم بالرصاص، وأضاف: “حتى الأطفال بيقولوا لهم أنتم أبهاتكم وأمهاتكم ماتوا، أنتم ليه تعيشوا؟ وبعدين يتخلصوا منهم”.

تزامنت أحداث الفاشر مع مخاوف من أعمال انتقامية واسعة بحق ما يقدر بـ250 ألف شخص لا يزالون في المدينة، وسط تحذيرات من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تزايد أعمال القـتال في مناطق أخرى من السودان.

وباستيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، أصبحت تسيطر على كامل إقليم دارفور بولاياته الخمس: شرق، شمال، جنوب، وسط، وغرب دارفور، وفقًا لقناة “العربية”.

كما تتجه القوات نحو إقليم كردفان الذي يضم ولايات شمال، جنوب، وغرب كردفان، في محاولة لتوسيع نفوذها العسكري.

الحرب الأهلية في السودان
الحرب الأهلية في السودان

وفي المقابل، لا تزال القوات المسلحة السودانية تحتفظ بوجودها في معظم مناطق كردفان، رغم احتدام المعارك في شمال كردفان بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة بارا الاستراتيجية، التي تربط بين الخرطوم وإقليم دارفور، بينما تبقى العاصمة الخرطوم والولايات الشرقية تحت سيطرة الجيش.

سيطرة الدعم السريع على الفاشر

لم تسقط الفاشر في يوم واحد، بل بعد حصار طويل ومعاناة إنسانية ممتدة، ويعتقد محللون أن السيطرة عليها قد تغيّر وجه الحرب وربما وجه السودان نفسه، بينما يظل السؤال: هل تكون الفاشر بداية نهاية الحرب؟ أم بداية فصل أكثر قسوة في تاريخ البلاد.

يعد سقوط الفاشر تحولًا مفصليًا في الصراع المستمر منذ أبريل 2023، إذ يمثل ضربة قوية لحركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، واللتين كانتا قد وقعتا اتفاق جوبا للسلام عام 2020، فقد أدى التغير الميداني إلى تهديد وجودهما العسكري والسياسي داخل الإقليم، بحسب شبكة “بي بي سي”.

الحرب في السودان
الحرب في السودان

ويرى محللون أن سيطرة الدعم السريع على المدينة قد يعيد رسم خريطة الصراع والتفاوض في المرحلة المقبلة، لكنه في الوقت نفسه يثير مخاوف من توسع المعارك إلى ولايات أخرى، حيث تتشابك الولاءات القبلية والمصالح الاقتصادية.

أهمية الفاشر وموقعها الجغرافي

الفاشر تعد آخر معاقل الجيش في دارفور بعد أن سقطت أربع ولايات من الإقليم بيد الدعم السريع، وتكمن أهميتها في موقعها الجغرافي الذي يجعلها نقطة وصل بين شمال ووسط وغرب دارفور، إضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا تاريخيًا ومعبرًا رئيسيًا نحو ليبيا وتشاد ومصر.

وتبلغ مساحة ولاية شمال دارفور نحو 296 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل 12% من مساحة السودان، وتشكل أكثر من نصف مساحة إقليم دارفور الذي يوازي في مساحته دولة فرنسا.

مقابر جماعية في السودان
مقابر جماعية في السودان

أما مدينة الفاشر نفسها فتقع على ارتفاع 800 متر فوق سطح البحر، وعلى بعد نحو 800 كيلومتر غرب الخرطوم، ونشأت في القرن السابع عشر كعاصمة سلطنة دارفور التي أسسها السلطان سليمان صولونج.

اليوم يسكنها نحو مليون نسمة من أعراق وقبائل متعددة، عاشوا لعقود في تنوع اجتماعي وثقافي نادر قبل أن تعصف بهم الحرب.

أهمية الفاشر عسكريًا

تمثل الفاشر قاعدة عسكرية رئيسية للجيش السوداني ومقرًا لقيادة الفرقة السادسة مشاة، كما يضم مطارها مرافق لوجستية مهمة لإمداد القوات الحكومية وتنسيق العمليات، بالإضافة إلى وجود مخازن ضخمة للأسلحة والذخيرة داخل المدينة، ما جعلها هدفًا استراتيجيًا للطرفين.

أهمية الفاشر اقتصاديًا

ويتميز الإقليم بغناه بالموارد الطبيعية، خصوصًا الذهب والثروة الحيوانية، إذ تعد منطقة جبل عامر قرب الفاشر من أكبر مواقع التعدين الأهلي في السودان، إلى جانب مناطق أخرى مثل الردوم في جنوب دارفور، وقد شكلت هذه الثروات سببًا جوهريًا في تنافس الجماعات المسلحة على السيطرة.

يرى محللون أن قوات الدعم السريع قد تسعى لاستغلال انتصارها في الفاشر لتعزيز نفوذها العسكري في مناطق أخرى من السودان، خاصة في ظل جمود محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.

الحرب الأهلية في السودان
الحرب الأهلية في السودان

وبحسب تسريبات أممية تم نشرها العام الماضي، جرى رصد رحلات جوية من دول خليجية نحو دارفور يشتبه في تهريب أسلحة عبرها لقوات الدعم السريع، وهي تقارير نفتها تلك الدول، وفق صحيفة “الجارديان” البريطانية.

قوات الدعم السريع تقترب من الحدود المصرية السودانية الليبية

ومع اقتراب قوات الدعم السريع من الحدود المصرية السودانية الليبية المشتركة قرب وادي حلفا، تصاعدت التساؤلات حول ما إذا كان هذا التطور قد يؤثر على الأمن القومي المصري.

تهديدات حميدتي للدول المجاورة للسودان

وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أطلق تهديدًا علنيًا بقصف أي دولة مجاورة تٌستخدم أجواؤها ضد قواته، قائلاً في مقطع فيديو: “أي طائرة أو مسيّرة تقوم من أي مطار في دولة مجاورة سنعتبر هذا المطار هدفًا مشروعًا”.

وقد فسر بعض المراقبون على نطاق واسع بأنها تهديد موجه لمصر، التي سبق أن اتهمها حميدتي بتقديم دعم جوي للجيش السوداني، بينما رأى آخرون أنه يتجنب التصعيد المباشر مع مصر إدراكًا لعواقبه، بحسب “روسيا اليوم”.

الوضع في السودان
الوضع في السودان

وأكدت مصر في أكثر من مناسبة دعمها لمؤسسات الدولة السودانية، وعلى رأسها الجيش الوطني، داعية إلى وقف الحرب وبدء هدنة إنسانية تضع حدًا لمعاناة الشعب السوداني المستمرة منذ أكثر من عامين.

ومنذ 10 مايو 2024، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا على مدينة الفاشر، بينما يسعى الجيش السوداني لكسر هذا الحصار نظرًا لأهمية المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية الرئيسي لولايات دارفور الخمس.

وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، دون أن تنجح الوساطات الإقليمية والدولية المتعددة في التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع، الذي تسبب في مقتـل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 15 مليونًا بين نازح ولاجئ، وفقًا لتقارير أممية ومحلية.

اقرأ أيضا مواضيع ذات صلة

500 يوم من الحرب الأهلية في السودان .. 150 ألف قتيل و12 مليون نازح ومخاوف من انقسام جديد

حرب شوارع في البرازيل.. سقوط أكثر من 230 قتيلا في معارك بين الجيش والعصابات المسلحة

تفشي الكوليرا في السودان.. تسجيل 300 إصابة جديدة و18 وفاة.. ومصر ترفع درجة الاستعداد

تفاصيل محاولة اغتيال عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني.. هجوم بـ 8 طائرات مسيرة

بعباءة سوداء.. إسرائيل تبث فيديو جديدا لـ يحيى السنوار بعد عام من استشهاده فى غزة

 

عن Admin

شاهد أيضاً

سعر الدولار اليوم

كم سعر الدولار اليوم الإثنين 3 نوفمبر في البنوك العاملة بالسوق المصرفية المصرية

كتبت مي عمر ارتفع سعر الدولار اليوم الإثنين 3 نوفمبر 2025 إلى أعلى مستوى له في ثلاثة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *