وكالات أنباء
نشرت “هيئة البث” العبرية، مساء الإثنين، مقطع فيديو قالت إنه يُظهر رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، يحيى السنوار، وذلك قبل أيام قليلة من استشهاده.
وأفادت القناة الاسرائيلية، بأنها “حصلت على الفيديو من كاميرا لأحد الجنود في غزة بعد اغتياله، ويظهر الأيام الأخيرة ليحيي السنوار وهو يتنقل بين ركام المنازل في مدينة رفح”.
ووفق ما جاء في تقرير القناة، يظهر السنوار في التسجيل وهو يتنقل بين أنقاض المباني المدمرة في رفح بصعوبة في الحركة، يرافقه حارسان مسلحان.
فيديو جديد للشهيد يحيى السنوار
وتُظهر اللقطات القصيرة يحيى السنوار، وهو يضع عباءة سوداء على رأسه، ويتحرك بحذر في أحد المنازل في مدينة رفح الفلسطينية رفقة أحد أعضاء الحركة.
وقال مراسل القناة، إيتاي بلومنتال، في منشور على منصة إكس، إن “السنوار بدا وهو يتحرك من مبنى إلى آخر”.

وأضاف أن اغتياله جرى بعد أيام قليلة، عندما حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي خلية مسلحة بشكل عشوائي، ليتبين لاحقا أن من ضمنها “مهندس هجوم السابع من أكتوبر”.
تأتى هذه المشاهد بعد نحو عام من مقتل السنوار في عملية عسكرية إسرائيلية وُصفت بأنها الأكثر تعقيدا منذ بداية الحرب.
ففي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، نشر جيش الاحتلال في 16 أكتوبر/تشرين الجاري صورة جديدة لجثمان للسنوار، أظهرته وهو ممدَّد على الركام مرتديا بزته العسكرية عقب استهدافه من قِبل الجيش الإسرائيلي داخل أحد المنازل بقطاع غزة.

ويعتبر يحيى السنوار (62 عاما) رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس هو العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر 2023، كما كان على رأس القائمة السوداء للدولة العبرية ومدرجا ضمن لائحة المطلوبين للولايات المتحدة وفق بيان لوزارة الخارجية الأمريكية.
كما كان من بين قادة حماس الذين طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحقهم إلى جانب نتانياهو وغالانت.
ونعت حركة حماس رسميا رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، بعد نشر فيديو استشهاده مؤكدة أن ذلك سيزيدها “قوة وصلابة”.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية في كلمة متلفزة: “ننعى القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنور”، مضيفا أن قتل السنوار “وكل القادة ورموز الحركة الذين سبقوه… لن يزيد حركتنا ومقاومتنا إلا قوة وصلابة وإصرارا على المضي في دربهم”.
وأثار مقتل العدو اللدود لإسرائيل ردود فعل مرحبة من عدة دول حليفة لتل أبيب، فيما نشر وزير الدفاع يوآف غالانت تغريدة على منصة إكس الخميس مرفقة بصورة لحسن نصر الله ومحمد الضيف وصورة لشخص آخر مجهول. وعلّق قائلا: “لا يمكن لأعدائنا الاختباء. سوف نقوم بملاحقتهم والقضاء عليهم”.

لكن طريقة مقتل السنوار والإعلان عن الواقعة أثارا عدة تساؤلات، حول كيف تم قتله؟ ولماذا لم يكن مختبئا في شبكة أنفاق حماس تحت قطاع غزة؟ وأيضا حول مصير جثمانه وأي تم نقله والاحتفاظ به؟ ومزيد من التساؤلات التي لا تزال تتوالى كلما تم الإعلان عن مزيد من الجزيئات حول هذه الحادثة، من ذلك أيضا الطائرة المسيّرة التي حلقت قرب السنوار وقام بقذفها بعصا فيما كان يحتضر متأثرا بجراحه.
فيديو استشهاد يحيى السنوار
أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن القوات التي قتلت السنوار، بعد مطاردة طويلة لأكثر من عام، لم تكن في البداية تعرف بأنها أوقعت فعليا بالعدو الأول للدولة العبرية بعد معركة بالأسلحة. لكن الجيش الإسرائيلي قال إن أجهزة الاستخبارات ضيّقت تدريجيا المنطقة التي يمكنه أن ينشط فيها.
وعلى النقيض من القادة العسكريين الآخرين الذين تعقبتهم إسرائيل وقتلتهم، بما في ذلك محمد الضيف القائد العسكري لحماس الذي قالت إسرائيل إنه قُتل بغارة جوية في 13 يوليو ولم تؤكد حماس نبأ وفاته، فإن العملية التي قتلت السنوار في النهاية لم تكن ضربة مخططة ومحددة الهدف أو عملية نفذتها القوات الخاصة، على ما يبدو لحد الساعة.
كما قال مسؤولون حينها إن جنود المشاة من وحدة مسؤولة عادة عن تدريب القادة المحتملين للوحدات الإسرائيلية، عثروا عليه أثناء عملية تمشيط لمنطقة في تل السلطان جنوب غزة، حيث كانوا يعتقدون أن قيادات كبيرة من حماس كانت موجودة هناك.
ورصدت القوات ثلاثة مسلحين يتنقلون بين المباني وفتحت النار ما أدى إلى اندلاع اشتباك مسلح تمكن خلاله السنوار من اللجوء إلى مبنى مدمر. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قذائف المدفعية وصاروخا أطلقت أيضا على ذلك المبنى.

تعقيبا، قال عبدالله العالي محرر الشؤون الدولية في قناة فرانس24 إن “الذي حدث (مقتل السنوار) هو أن رجلا استثنائيا قُتل قتلا عاديا. لأن السنوار لقي حتفه خلال اشتباك ضد وحدة إسرائيلية من المشاة في عملية روتينية، ولم يكن الجنود يعرفون أنه بين ثلاثة مقاتلين من حركة حماس. في اليوم التالي، اكتشف الجيش الإسرائيلي أن بين القتلى شخصا يشبه يحيى السنوار. العملية لم تكن مقصودة ولا ثمرة لإحدى العمليات اللافتة التي استطاعت إسرائيل من خلالها أن تقتل بها قادة من طينة يحيى السنوار”.
ونشرت السلطات الإسرائيلية مقطع فيديو التقطته طائرة مسيّرة صغيرة يظهر يحيى السنوار وهو يحتضر وسط أنقاض مبنى في جنوب غزة، فيما كان يجلس على كرسي مغطى بالغبار مع إصابة بالغة في يده اليمنى.
وبينما كانت المسيّرة تحلق قربه، أظهر الفيديو السنوار وهو يرميها بعصا في محاولة يائسة منه على ما يبدو لإسقاطها.
وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري حينها إن القوات كانت تظن في هذه المرحلة أن السنوار كان مجرد أحد مقاتلي حماس، لكنها دخلت ووجدته حاملا سلاحا ومرتديا سترة واقية ومعه 40 ألف شيكل إسرائيلي (10731.63 دولار).
بوابة الوقائع لكل خبر حكاية