كتب عصام الحوت
تزامناً مع احتفال مصر والقوات المسلحة بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، احتفلت القوات الجوية بعيدها الثالث والتسعين على نشأتها والذى يواكب أيضاً ذكرى معركة المنصورة الجوية عام 1973.
وخلال وقائع المؤتمر الصحفى الذى عُقد بمناسبة الاحتفال، أكد اللواء طيار أح / عمرو عبدالرحمن صقر قائد القوات الجوية، أن رجال القوات الجوية يحملون على عاتقهم أمانة حماية سماء الوطن وبسط السيطرة الجوية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية .
ذكرى معركة المنصورة الجوية
كما هنأ رجال القوات الجوية المصرية من مختلف تخصصاتهم بعيدهم، مشيراً إلى أن رجال القوات الجوية سطروا واحدة من أعظم دروس القتال الجوي التي برهنت على كفاءتهم القتالية ومهاراتهم الاستثنائية حينما حاول العدو الهجوم على القواعد الجوية في يوم 14 أكتوبر عام 1973.
وأكد أن العدو تفاجأ بنسور القوات الجوية تلقنه درساً قاسياً لن يمحى من ذاكرته رغم تفوقه النوعى والكمى، حيث تصدت له فى أطول معركة جوية إمتدت لأكثر من 50 دقيقة وسميت معركة المنصورة الجوية، وكان ذلك اليوم نبراساً وعيداً يضئ طريق العزة والكرامة لمن يحمل أمانة الدفاع عن الوطن من بعدهم لتظل راية الوطن عالية خفاقة .
وأكد قائد القوات الجوية على الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة فى تطوير وتحديث القوات الجوية بإنضمام أحدث طرازات الطائرات التى تعزز من إمكاناتها وقدراتها القتالية للحفاظ على أمن مصر وإستقرارها ضد كافة التهديدات .
معركة المنصورة الجوية كانت واحدة من أكبر المعارك الجوية في التاريخ العسكري الحديث، ووقعت في 14 أكتوبر 1973، خلال حرب أكتوبر، بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الإسرائيلية. تُعتبر هذه المعركة نقطة تحول مهمة في تاريخ القوات الجوية المصرية، حيث أظهر الطيارون المصريون كفاءة عالية ومهارة كبيرة في القتال الجوي.
تفاصيل معركة المنصورة
تاريخ وموقع المعركة: دارت المعركة في 14 أكتوبر 1973، فوق سماء منطقة الدلتا المصرية، وتحديدًا فوق مدينة المنصورة وقواعد جوية أخرى في طنطا والصالحية.
أهداف الهجوم الإسرائيلي: شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجومًا جويًا واسع النطاق بهدف تدمير القواعد الجوية المصرية الرئيسية في الدلتا. كانت إسرائيل تأمل من خلال هذه الضربة أن تغير مسار الحرب لصالحها بعد الخسائر التي تكبدتها في الأيام الأولى.
القوى المشاركة:
القوات الإسرائيلية: شاركت في الهجوم حوالي 120 طائرة مقاتلة، من بينها طائرات فانتوم (F-4) وسكاي هوك (A-4).
القوات المصرية: تصدت لهم حوالي 62 طائرة مصرية، معظمها من طراز ميغ-21، بالإضافة إلى بعض طائرات سوخوي-7.
سير المعركة:
بدأت المعركة في الساعة 15:15 واستمرت لمدة 53 دقيقة، وهي فترة تُعد طويلة جدًا في تاريخ المعارك الجوية.
رغم التفوق العددي والنوعي للطائرات الإسرائيلية، تمكن الطيارون المصريون من التصدي لها بفاعلية، معتمدين على مهاراتهم في المناورة وتكتيكات الحرب الإلكترونية.
فوجئ الطيارون الإسرائيليون بالاستعدادات المصرية، ما أدى إلى إرباك صفوفهم ووقوع خسائر كبيرة.
نتائج المعركة:
الخسائر الإسرائيلية: وفقًا للمصادر المصرية، تم إسقاط ما بين 17 و 20 طائرة إسرائيلية. أما المصادر الإسرائيلية فقد قللت من حجم الخسائر.
الخسائر المصرية: اعترفت مصر بخسارة 6 طائرات، اثنتان منها بسبب نفاد الوقود بعد المعركة.
الفشل الإسرائيلي: فشلت القوات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها من الهجوم، وانسحبت طائراتها دون تدمير القواعد الجوية المصرية.
النصر المصري: يُنظر إلى المعركة على أنها انتصار كبير للقوات الجوية المصرية، حيث أثبتت كفاءة الطيار المصري وقدرته على مواجهة أحدث الطائرات الغربية.
أهمية المعركة
تُعتبر معركة المنصورة رمزًا للصمود والذكاء العسكري المصري. وتحتفل القوات الجوية المصرية بعيدها في 14 أكتوبر من كل عام تخليدًا لذكرى هذا النصر الجوي العظيم.