كتب حسن سالم
استأنفت أسبوعية القحطاني التي يقيمها الدكتور عبدالمحسن القحطاني نشاطها في أمسيتها أمس الأربعاء 1 أكتوبر الجاري، في لقاء أدبي مميز عُقد بمقرها في مدينة جدة، بمحاضرة تحت عنوان (اللغة العربية ودراسة تقابلية بينها وبين اللغات الأخرى) للأستاذ الدكتور عبدالمجيد الطيب عمر ، وأدارها الأستاذ مشعل الحارثي، في ختام الموسم الثالث عشر.
يُعد الدكتور عبدالمجيد أحد أهم رواد اللغة الإنجليزية في المملكة، وأستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة أم القرى لمدة ثلاثة عقود.
أسبوعية القحطاني تنعي مفتي السعودية
ونعى مدير المحاضرة مفتي المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وهنأ الحضور باليوم الوطني والبيعة الرابعة عشر للملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله-، وتكريم دار المفكر العربي لصاحب الأمسية الدكتور عبدالمحسن القحطاني.

استهل السيرة الذاتية بحصوله دكتوراه في اللغة الإنجليزية من جامعة ويلز ، والدكتوراه في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والعديد من الزمالات مع جامعات أوروبية، ومن أهم الباحثين في اللغويين على الساحة.
أعرب الأستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني بسعادته بالحضور، وتشرّف بلقاء الضيف لأول مرة ونوّه على تقديسه للعلم وعزلة الإنتاج والتعليم، وأشاد بتعدد مداركه لغوياً بين العربية والإنجليزية وتعمقه في تفسير القرآن الكريم، وتغنّى بإبداعه في الشعر.
ليفتتح الضيف شاكراً للمقدم والمضيف وجميع الحضور، مُعرباً عن تشرّفه بالتواجد وسط جموع العلماء والمثقفين، وأثنى على دور وأهمية ومكانة المملكة العربية السعودية في رعاية العلم والعلماء.

انتقد ما في تعريف اللغات من تحريف ولا ترقى بعض التفسيرات إلى حقيقة اللغة، ونشأة اللغة من القرآن الكريم ومنذ خلق آدم عليه السلام، وإنتقلت على ألسنة بنيه من بعدها في أرجاء الجزيرة العربية والعالم أجمع، وأن معظم اللغات إندثرت وأعادوا إحياءها متحدثيها وعدلوا فيها الكثير، حيث أن كل اللغات أتت من أصل اللغة العربية.
ثم أضاف أن آلاف المفردات في العديد من اللغات تتفرع من العربية، وإنزعج في تصنيفه بعد دراسة اللغة الإنجليزية لخمسة عقود أنه من غير الناطقين بها، مما جعله يعود لدراسة اللغة العربية بتعمق، وإستشهد بالتناقض بين سيبويه وموقفه حيث أنه درس العربية ل٢٤ عام فقط ولقبوه ب “شيخ النحاة”، وشدد على أهم ما يميز اللغة العربية هي أنها معظمها تكتب كما تنطق، عكس اللغات الأخرى التي وصلوا لهذا الأمر بعد عقود كثيرة.

واستطرد على اختلاف الصرف في الكلمات بين العربية واللغات الأخرى، حيث أن جميع المفردات في العربية كلها تصرف على أسس ثابتة ومعلومة تراثيًا، بالإضافة إلى التمييز الرباني لها بالوضوح والبيان، وأن تكون سهلة ويسيرة التعلم، حيث أنها صفة خلقية في العقل البشري منذ الولادة بالنظم اللغوي داخل العقل بشكل فطري، وأعلن عن نتيجة بحث وتجربة ميدانية لا يستطيع الإنسان إستذكار أكثر من ثلاثة أرباع صفحة من لغة لا يتحدثها ولمدة 72 ساعة كحد أقصى، مما يبين الإعجاز الرباني في حفظ اللغة العربية بحفظ القرآن الكريم.
وأردف بأنهم قاموا بالبحث هل هناك لغة إتصفات بالإبانة كاللغة العربية ولم يجدوا، بيد أنها تتميز عن غيرها في هذا الأمر، وصرّح بأن اللغة العربية تحتاج إلى مساحة زمنية كبيرة للنقاش فيها.
وبدأت المداخلات بمداخلة مع د محمد سالم الغامدي، د محمود الثمالي، أ معاوية القحطاني، المخرج عادل زكي، د سليمان النملة، د إسماعيل كتب خانة، د دخيل الله حمد الجهني، أ سعيد الحميدان، د يوسف العارف، م سعيد فرحة الغامدي، د عبدالله الحميد، الإعلامي نزار العلي.

ليستفيض الضيف في تعقيبه على المداخلات، بأن سيدنا إدريس هو أول من تعلم الأبجدية بحروفها ال 28 وعلم وتعلم الكتابة، وأن اللغات في طريق نموها تعرضت للعديد من المشاكل ومن حسن حظ اللغة العربية اتصفت أنها لم تتعرض لهذا الأمر، وأن العربية محفوظة إلى يوم الدين ولن تندثر بالذكاء الإصطناعي أو بغيره، وسلّط الضوء على رضوخ الغرب للإستفادة باللغة العربية لما لها من ثقل وتراث كبير، وتأتي فخامة اللغة العربية من إبانتها والتفرقة بين الأصوات والحروف، أنا أعمل الآن على معجم به 13 لغة لنعيد مصطلحات تلك اللغات إلى أصلها العربي، وأن أهل قريش هم أصل الفصاحة لما وهبهم الله من سبيقة وتمكن، تُقدم اللغة العربية نموذج للصمود والصلابة لما مرت به لم تتغير ولم تتبدل.

لتختتم الأمسية بتكريم د إسماعيل كتب خانة للضيف، وتكريم أ حامد الشريف لمدير المحاضرة، ودعى المضيف بعدها الحضور لمأدبة العشاء.