يوسف خلف شخص ألبينو
يوسف خلف شخص ألبينو

يوسف خلف يستغيث للحصول على حقه في التعيين معيدا بجامعة سوهاج: رفضوني عشان شخص ألبينو

كتب عصام الحوت

أرسل المواطن يوسف خلف رسالة يوضح فيها مشكلته ويستغيث برئيس جامعة سوهاج ومعالي وزير التعليم العالي بعد رفض تعيينه معيدا بالجامعة بحجة أنه غير لائق طبيا لأنه شخص ألبينو “أمهق”.

ويقول خلف في رسالته التي ننشرها نصا كما هي:

السلام عليكم. لا أعرف كيف أبدأ قصتي، ولكن اعلموا أني أكتب هذه الكلمات وأنا متألم، متوجع، حزين، وحتى لا أطيل عليكم سأدخل في تفاصيل سرد قصتي.

لقد صدر قرار هذا العام بتعييني معيدًا بكلية الآداب قسم التاريخ والحضارة جامعة سوهاج، وكان خبرًا في غاية السرور على قلبي؛ لأنه كان نتيجة مجهود وسعي وصبر طوال سنوات دراستي، حيث كنت الأول على دفعتي طوال سنوات الدراسة. وكما ذكرت صدر قرار تعييني هذا العام، وبكل سرور سعيت لأكمل أوراق استلامي العمل، وجهزت كل الأوراق، ولم يبقَ أمامي سوى ورقة الكشف الطبي.

ورقة الكشف الطبي
ورقة الكشف الطبي

وبالفعل توجهت إلى مجمع العاشر من رمضان في سوهاج لإجراء الكشف الطبي، وكانت كل الفحوصات لدى كل الأطباء سليمة ما عدا طبيب العيون، حيث تبين وجود ضعف شديد في قوة الإبصار، الأمر الذي لم أستغربه، حيث أن حالتي تُعرف بالمهق أو الألبينو أو الألبينزم.

 وهي حالة تتميز بعدم وجود صبغة الميلانين في الجلد والشعر والعينين، مما يعطي البشرة والشعر لونًا أبيض، ويجعل النظر شديد الضعف. وبسبب ضعف بصري الشديد كان الأمل ضعيفًا أن يعطوني “لائق”، لدرجة أن هناك طبيبة عندما نظرت إلى مقاسات نظري في الاستمارة قالت لي: (أنت يا بني عاوز استثناء من المحافظ). وقتها شعرت بالحزن والاستغراب وحدثت نفسي قائلًا: أي استثناء يحتاجه إنسان اجتهد وتفوق وكان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة؟!!!

وقدمت التماسًا في مكتب رئيس الجامعة، وكان الرد على الالتماس أن أقوم بعمل تظلم في القومسيون الطبي، فذهبت إلى مجمع العاشر من رمضان في سوهاج وأخبرت رئيس اللجنة الطبية هناك بأني أود عمل تظلم، ولكنه قال لي أن الاستمارة نهائية ولا يوجد بها تظلم، وأنه من الصعب جدًا أن أكون “لائق” لضعف بصري الشديد.

وعليه قمت بالرجوع إلى مكتب رئيس الجامعة وحاولت مقابلة رئيس الجامعة شخصيًا لأجد حلًا آخر لأن الأمر أصبح متأزمًا جدًا ولكنني لم أتمكن من مقابلته رغم انتظاري لأيام عديدة طوال النهار أمام مكتبه.

الشاب يوسف خلف
الشاب يوسف خلف

وأخيرًا أخبروني في مكتب رئيس الجامعة بأن مشكلتي مع القومسيون وليس مع الجامعة، والقومسيون كالعادة يخبرني بأن الأمر انتهى لدى اللجنة الطبية، وأن أمري يعود للجامعة حاليًا.

وهكذا ظللت فترة طويلة تصل إلى أكثر من ثلاثين يومًا أدور في حلقة مفرغة، من أجل ماذا؟ من أجل مشكلة ضعف بصري التي ليس لي دخل بها. وتواصلت مع هذا وذاك ولم يستطع أحد أن يساعدني.

لقد استلم زملائي الذين عُيّنوا معي العملَ في باقي أقسام الكلية منذ شهر تقريبًا، وما زلت أنا لم أستلم عملي بعد، مما يترك أثرًا نفسيًا داخليًا يشعرني بالتمييز عن باقي أقراني. إن كثيرًا من الأشخاص أناروا العالم بعقولهم رغم إعاقتهم الجسدية، أمثال طه حسين وستيفن هوكنج وغيرهم الكثير، فالعلم يعتمد في النهاية على العقل وليس على اللياقة الطبية.

أنا الذي لم أمتحن في لجنة خاصة طوال حياتي، ولم أكن في حاجة إلى أن أمتحن في لجنة خاصة، بل كنت أمتحن في لجنة عادية وسط زملائي. ولم أطلب يومًا أن يجعلوا الخط مكبرًا لي في الامتحانات، بل كنت أستلم الامتحان بنفس حجم الخط كباقي زملائي.

يوسف خلف شخص ألبينو
يوسف خلف شخص ألبينو

ولم أطلب يومًا وقتًا إضافيًا في الامتحان لكي أريح بصري، بل كان يقع عليّ ما يقع على زملائي. كنت أذاكر طوال سنوات دراستي من نفس الكتب والمذكرات كباقي زملائي رغم المعاناة مع الخط الصغير في كثير من الكتب لكني كنت أجد حلولًا وأتأقلم مع الوضع لأدمج نفسي مع زملائي سواء قبل الجامعة أو أثناء فترة الجامعة.

وفي النهاية يخبرونك بأنك “غير لائق”! مجرد جملة عبثية، هذه الجملة تجعل الحق يفقد معناه، وتجعل الإنسانية تفقد معناها، وتجعل المنطق يفقد معناه.

وعندما نقول لشخص ألبينو أنت غير لائق للعمل في مهمة علمية يستحقها، فبماذا إذن يكون لائقًا؟ هل يكون لائقًا للعمل تحت أشعة الشمس مثلًا وهو يُطلق عليه “عدو الشمس” لعدم وجود صبغة الميلانين في جلده وهذه الصبغة تحمي الإنسان من أشعة الشمس الضارة لذلك مثلًا تجد بعض الأوروبيين لا يتحملون الشمس لفترة طويلة لأن بشرتهم تحتوي على صبغة قليلة من الميلانين، لكنها موجودة لديهم على كل حال أما في حالة الشخص الألبينو تكون الصبغة عنده منعدمة بشكل كلي.

 فإذا كان الشخص الألبينو غير لائق للعمل تحت الظل فبماذا يكون لائقًا؟! للعمل تحت أشعة الشمس مثلًا؟؟؟… ولماذا نسلب الإنسان حقه من أجل شيء لا دخل له فيه؟؟؟

أنا أطالب بحقي في النهاية، ولكن أحببت أن أوضح أني أول المستحقين، ولكنهم مع ذلك جعلوني “غير لائق”! فهل هذا شيء يقبله العقل والمنطق؟! إني أود أن يصل صوتي إلى آفاق العالم، لأني أطالب بحقي. فإذا كان الذي مثلي غير لائق رغم اجتهاده وتغلبه على ظروفه، فمن ذا الذي يكون لائقًا؟!

وفي النهاية أود أن أقول إنني أضأت حياتي بنفسي دائمًا بشمعة يضيئها عقلي وعزيمتي، بيد أن العالم يحاول أن يطفئ هذه الشمعة دومًا، وإني غير آسف على ما أقول، ذلك لأني كنت على صواب، وإني الآن على صواب، بل لطالما كنت مصيبًا.

عن Admin

شاهد أيضاً

توماس توماسبيرج مدرب الأهلي الجديد

من هو مدرب الأهلي الجديد توماس توماسبيرج .. راتبه 3 ملايين دولار سنويا

كتب يوسف الحوت أكدت عدة مصادر مقربة من إدارة النادي الأهلي عن انتهاء لجنة التعاقدات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *