بوابة الوقائع لكل خبر حكاية
مقالات مشابهة
كتب عصام الحوت
شهدت أحداث النجيلة بمحافظة مرسى مطروح تصعيدًا أمنيًا حادًا بعد استشهاد ثلاثة من أمناء الشرطة في عملية مداهمة أمنية لضبط أحد العناصر الإجرامية الصادرة ضده أحكام بالسجن تتجاوز 35 عامًا.
وبحسب بيان وزارة الداخلية، فإن الاشتباك أسفر عن مقتل العنصر المطلوب ومشتبه آخر، فيما أُصيب اثنان من رجال الشرطة تم نقلهما لتلقي العلاج.
روايات متضاربة حول أحداث النجيلة بمطروح
رغم البيان الرسمي، ظهرت روايات متباينة على منصات التواصل الاجتماعي تتهم قوات الأمن بقتل شابين بعد استسلامهما، وليس خلال تبادل إطلاق النار كما أفادت الداخلية. وزُعم أن الشابين سلما نفسيهما بعد ضمانات من وجهاء القبائل بعدم التعرض لهما، ما فجر موجة غضب في الأوساط القبلية والشعبية، متهمين السلطات بالتراجع عن وعودها.
مطالبات قبلية بالإفراج والتحقيق
تزايدت المطالبات من رموز وقيادات مطروح بالإفراج عن النساء اللاتي تم احتجازهن بدعوى الضغط على الجاني، بحسب ما ورد في بيان منسوب لنقيب المحامين عادل العبد، بينما دعا ممدوح راغب الدربالي، نقيب المحامين الأسبق، إلى إطلاق سراح النساء المحتجزات، مؤكدًا أن هذا الإجراء يتعارض مع أعراف المجتمع البدوي وتقاليده الراسخة.
الداخلية تنفي وتتوعد مروجي الشائعات
وزارة الداخلية من جانبها نفت تمامًا ما تم تداوله حول احتجاز نساء أو إساءة استخدام السلطة، مؤكدة في بيان رسمي أنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يروج لتلك “الأكاذيب”، متهمة البعض بمحاولة إثارة البلبلة وزعزعة الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية.
أكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها صادر صباح الجمعة، أن الشابين هما عناصر إجرامية متورطة بالواقعة.
يقول البيان: “تمكنت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن مطروح بالاشتراك مع قطاع الأمن العام من تحديد مكان اختباء (عنصرين إجراميين شديدي الخطورة من مرتكبي واقعة استشهاد 3 أفراد شرطة بمديرية أمن مطروح أثناء تنفيذهم أحكام قضائية ضد أحد العناصر الجنائية شديدة الخطورة بمطروح)، مضيفًا: “عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهما بمشاركة قطاع الأمن المركزي، وأسفر تبادل إطلاق النيران عن مصرعهما وبحوزتهما (2 بندقية آلية – كمية من الطلقات ).
تقيب المحامين الأسبق يكشف تفاصيل مثيرة: الأمن احتجز 23 سيدة
نقيب المحامين الأسبق وأحد أعضاء هيئة الدفاع عن سيدات مطروح ممدوح دربالة كشف تفاصيل جديدة حول أحداث النجيلة حيث يقول في تصريحات صحفية:
«إن اشتباكا وقع بين قوة أمنية وبعض المتهمين أسفر عن مقتل 3 عناصر أمنية، وهروب المتهمين. في صباح اليوم التالي ألقت السلطات الامنية القبض على 23 سيدة، وتم احتجازهن بالمخالفة للقانون في محاولة لإجبار المتهمين على تسليم أنفسهم للشرطة، وتحت ضغط كبير من الأهالي والمحاميين، اضطرت السلطات للإفراج عن نحو 19 سيدة بينما استمرت أربع سيدات رهن الاحتجاز».
ويكمل «وفي ضوء رفض السلطات إطلاق سراح السيدات، اضطر شابين من أبناء السيدات المحتجزات وهما يوسف عيد فضل السرحاني، وفرج رباش الفزاري (17 و18 عامًا) لتسليم أنفسهم للشرطة، تحت إشراف كبار العائلات والمشايخ، مع التأكيد على أنهم أبرياء ولا علاقة لهم بمقتل أمناء الشرطة، لكنهم سلموا أنفسهم كبديل عن السيدات المحتجزات لحين ضبط المتهمين».
ويواصل دربالة قائلا «الصدمة الكبرى كانت بعد أن قامت قوات الشرطة باصطحاب الشابين، إلى طريق السلوم وإطلاق النار عليهم وتصفيتهم خارج إطار القانون رغم أنهم أبرياء والجميع يعلم ذلك، ما أشعل حالة الغضب بين الأهالي. وبسؤاله عن التحركات المقبلة يؤكد دربالة في حديثه معنا أن الأوضاع تغلي وما يحدث ينذر بكارثة حتمية، خاصة أن الأهالي يرغبون في سلك مسلك القانون والتقدم ببلاغ رسمي للنائب العام، بينما يصر أخرون على الذهاب للقاء قائد المنطقة العسكرية والسعي لاحتواء الأزمة، لكن في الحالة الثانية لن يحصل الأهالي على حقوقهم، يقول دربالة.
مجلس العمد والمشايخ يتخذ موقفًا صارمًا ويطالب بمقابلة السيسي
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن مجلس العمد والمشايخ بمحافظة مطروح عن تعليق التعاون مع أجهزة الشرطة، مطالبًا بلقاء عاجل مع رئيس الجمهورية.
وشدد المجلس على رفضه القاطع لأي ممارسات خارجة عن القانون، خصوصًا ما يتعلق باحتجاز النساء، مؤكدًا أن تلك القرارات تعبر عن إرادة موحدة لأهالي مطروح، وتهدف لحماية كرامة المواطنين وحفظ السلم المجتمعي.
