كتب عصام الحوت
تمكَّنت أجهزة الأمن المصرية من القبض أفراد أحد أخطر التشكيلات العصابية الإلكترونية التي اجتاحت شبكات الإنترنت، مبتكرة أسلوبًا خبيثًا في النصب والاحتيال على المواطنين عبر الإنترنت عن طريق منصة FBC الإلكترونية.
وبحسب بيان الداخلية المصرية ومباحث الإنترنت تم في واحدة من أكبر عمليات المداهمة، ضبط 13 من أفراد العصابة، بحوزتهم أجهزة حاسوب محمول، و1135 شريحة هاتف محمول، فضلاً عن مبالغ مالية تقدر بمليون و270 ألف جنيه مصري.
كانت تلك الأموال جزءًا من حصيلة عمليات الاحتيال المتواصلة التي استمرت لعدة أسابيع، والتي كانت تسرق الأمل من قلب الضحايا قبل أن تنكشف الحقيقة.

كانت أخبار المنصة التي أسسها مجموعة من المحتالين من المحليين والأجانب، قد تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث خلال الأيام الماضية
حيث قام أصحاب المنصة باستدراج الضحايا والزعم بأنهم يقدمون لهم فرصًا استثمارية مذهلة، ما تسبب في الإيقاع بمئات الضحايا الذين خسروا الملايين من الجنيهات في المنصة.
أقوال ضحايا منصة FBC
واستمعت أجهزة الأمن في عدة محافظات لأقوال ضحايا منصة FBC الإلكترونية، لحصر المبالغ التي استولى عليها القائمين على المنصة، بالإضافة إلى التوصل لهوية متهمين جدد، شاركوا في عملية الاحتيال والنصب، لحصول على عمولات.
وذكر الضحايا، أن أسلوب المتهمين كان بحصولهم على مبالغ مالية، بحجة استثمارها في مجال التسويق الإلكتروني، والبرمجيات، مقابل الحصول على أرباح بشكل منتظ، يتم تحديدها حسب المبلغ الخاص بكل ضحية، حتى فوجئوا بإغلاق المنصة، وتعرضهم للنصب، مما دفعهم لتقديم بلاغات ضد المتهمين.
ووجه 5 أشخاص جدد اتهاما للقائمين على منصة FBC بالنصب والاستيلاء منهم على مبالغ مالية في الجيزة، وطالبوا باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاههم، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.
وتلقت أجهزة الأمن بالجيزة، بلاغا من 5 أشخاص، اتهموا فيه القائمين على منصة FBC الإلكترونية بالنصب، وذكروا أنهم تعرضوا لواقعة احتيال عبر المنصة، وفوجئوا بإغلاقها، بعد الاستيلاء على مبالغ مالية منهم.
اعترافات المتهمين في قضية منصة FBC
من جانبهم كشف المتهمون في اعترافاتهم عن تفاصيل تكشف مدى تعقيد مخططهم، حيث أكدوا أن ثلاثة أفراد من جنسيات أجنبية كانوا هم من يقفون خلف هذه الشبكة الإجرامية، بعد أن قاموا بالتنسيق مع آخرين محليين لتأسيس الشركة الوهمية بالقاهرة.
وأكد المتهمون أنه تم الاتفاق بينهم على ترويج منصة FBC عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لتسويقها على أنها فرصة ذهبية لاستثمار الأموال عبر الإنترنت.
ورافق هذا الترويج تقديم عروض مغرية للمستثمرين الوهميين، ووعدهم بأرباح ضخمة وسريعة دون أي مخاطرة، ما أدى لجذب مايقرب من 101 شخص، وقعوا ضحية لأساليب احتيالية في استثمار الأموال بخسائر قدرت بـ 2 مليون جنيه.

وعن الأسلوب الذي اتبعته العصابة في تنفيذ جريمتها، أوضح أحد المتهمين في اعترافاته أن “المنصة كانت تبدو في البداية كأي تطبيق إلكتروني آخر، وحرصنا على جعلها تبدو موثوقة بإعلانات مغرية ورسوم جرافيكية جذابة”.
ويضيف آخر: “كان هدفنا استغلال الطموحات الكبيرة للأشخاص الذين يبحثون عن فرص استثمارية سريعة، ووعدناهم بمبالغ ضخمة بينما كنا نختلس أموالهم بأبسط الحيل”.
وقد أكد خبراء أمنيون على ضرورة توخي الحذر والحيطة من مثل هذه التطبيقات المجهولة التي تروج لفرص استثمارية وهمية عبر الإنترنت، محذرين من التسرع في اتخاذ قرارات مالية دون التأكد من مصداقية المصادر التي تروج لها.
وأشاروا إلى أن مثل هذه الجرائم أصبحت تزداد في الآونة الأخيرة، مما يستدعي يقظة أكبر من المواطنين وتعاملًا حذرًا مع العروض المالية “الشهية” التي غالبًا ما تكون فخًا منصوبًا.
في الوقت نفسه، أشاد الكثيرون بجهود الشرطة في التصدي لهذه الظواهر الخطيرة التي قد تضر بآلاف المواطنين، مثمنين عمليات التنسيق بين أجهزة الأمن في إيقاف هذه الشبكات العابرة للحدود.

وقال اللواء دكتور علاء عبد المجيد الخبير الأمني: “إن السقوط السريع لهذه العصابة يعكس فشل أساليبهم في خداع الناس، ويثبت في النهاية أن العدالة لا تعرف الحدود، وأن الطموح في الثراء السريع غالبًا ما يكون وراء الكواليس الأكثر دموية”.
وفي ظل هذه القضية، يتأكد الجميع أن اليقظة الأمنية هي الحائط المنيع الذي يحمي المجتمع من الطامعين الذين يعبثون بأحلام المواطنين ويستغلون سذاجتهم لأغراض شخصية.
من جانبها وزارة الداخلية المواطنين من التعامل مع مثل تلك التطبيقات المجهولة المصدر التى يتم بثها عبر شبكة الإنترنت بزعم تحقيقها أرباحاً مالية سريعة لعدم تعرضهم للنصب والإحتيال وفقدان أموالهم .