نشر المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية على الصفحة الرسمية بيانا نعى فيه الملازم أول ابتسامات محمد عبدالله أول ضابطة في الجيش المصري والتى وافتها المنية عن عمر يناهز 97 عاما.
وقال البيان «تنعي القيادة العامة للقوات المسلحة السيدة / ابتسامات محمد عبدالله أول ضابطة في الجيش المصري والتى وافتها المنية عن عمر يناهز 97 عاما».
من هي أول ضابطة في الجيش المصري
وأضاف البيان المنشور على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك «كان للفقيدة دوراً بطولياً فى حرب فلسطين عام 1948، حيث حملت السلاح وشاركت في عمليات تمريض مصابي العمليات أثناء الحرب بالمستشفى الميداني الذي أعدته مصر داخل مدينة غزة».
وختم «وتتقدم القوات المسلحة لأسرتها بخالص العزاء داعين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ويلهم ذويها الصبر والسلوان».
الضابط ابتسامات من أب مصري وأم سودانية
وُلدت ابتسامات محمد عبد الله عام 1927 في محافظة بني سويف المصرية لأب مصري وأم سودانية.
والدها هو محمد بك عبدالله، الحاصل على لقب البكوية من القصر الملكي إبان الحقبة الملكية في مصر.
كان يعمل بمديرية أسيوط برتبة بكباشي التي تعادل حالياً رتبة مقدم، وهو مصري ولد بمركز ميت غمر في دلتا مصر، وفقاً للهيئة الوطنية للإعلام.
أما والدتها فهي فاطمة فضل، ابنة سلطان إقليم «الواو» في السودان، وهو السلطان «جمعة كيانجو» بمديرية بحر الغزال.
وقد التقي والد ابتسامات عبدالله، بوالدتها عندما كان يخدم في السودان.
تلقت ابتسامات تعليمها الابتدائي في مدارس فرنسية، لكنها لم تستكمل تعليمها العالي.
وفي سن العشرين، قررت الانضمام إلى التمريض، من خلال الهلال الأحمر المصري، بعدما رأت إعلاناً في مجلة “المصور”، يطلب 75 فتاة متطوعة في القوات المسلحة المصرية في قطاع الخدمات الطبية، في إطار المجهود الحربي عام 1947 أثناء الحرب العربية اليهودية.
وبعد إنهاء دراستها في الهلال الأحمر، انضمت إلى القوات المسلحة المصرية من خلال تقديم طلب، وقُبلت وأُجريت لها المقابلة الشخصية بمستشفى كوبري القبة العسكري.
أول فتاة مصرية تحصل على رتبة ملازم أول
تم اختيار ابتسامات محمد عبدالله بجانب 20 فتاة من أصل 75 مُتقدمة، بعدما أجرت امتحانات تخللتها تقييمات دقيقة، ومُنحت حينها رتبة ملازم أول .
وكانت أول فتاة تحصل على هذه الرتبة العسكرية نظراً للترتيب الأبجدي للأسماء، إذ احتل اسمها المرتبة الأولى في القائمة.
الحصول على ساعة الملك فاروق الذهبية
وقد نالت ابتسامات محمد عبدالله العديد من التكريمات نظراً لدورها في حرب 1948، إذ كانت أول سيدة تحصل على نوط الجدارة والاستحقاق من آخر ملوك مصر، الملك فاروق الأول، الذى منحها ساعته الذهبية.
وكانت هذه الساعة التي أهداها لها الملك تزين معصمها حتى يوم وفاتها.
وقد منحها الملك هذه الساعة داخل قصره، أثناء حفل للإفطار دعاها إليه في شهر رمضان، وفقاً لحوار أجرته ابتسامات، عام 2016، مع جريدة الدستور المصرية.
كما روت الراحلة في حوار مع الهيئة الوطنية للإعلام في مصر موقفاً طريفاً مع الملك فاروق، أثناء خدمتها، حين زارها الملك الراحل في عنبرها في المستشفى، بصحبة وزير الحربية آنذلك محمد حيدر باشا، بعد خروج الرجلين في رحلة صيد، وكان الملك فاروق يرغب في ذلك الوقت في زيارة المصابين بالمستشفى العسكري.
وقالت إنها فوجئت بأحد الجنود يخبرها أن الملك فاروق وصل إلى القسم الذي تخدم فيه داخل المستشفى، فسارعت إلى ارتداء زيها العسكري، والتقت الملك، الذي سألها حينها عن الجنود، فردت قائلة إنهم “يريدون العودة سريعاً إلى خط النار”.
وبعدها أهدى الملك الجرحى “سمكة عجيبة طويلة للغاية لم أر مثلها في حياتي، حتى أن نزلاء المستشفى كلهم أكلوا منها”، حسبما روت ابتسامات لموقع الهيئة الوطنية للإعلام.
ذكرياتها مع الرئيس الراحل محمد نجيب
كانت تربط الراحلة ابتسامات محمد عبد الله علاقة صداقة أُسرية بالرئيس المصري الراحل محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية.
وروت لصحيفة الدستور المصرية أنه كان من أصدقاء أسرتها المقربين، وكان له مقعد خاص في منزلها اعتاد الجلوس عليه.
كما قالت الراحلة في حوار مع صحيفة اليوم السابع، عام 2017، إنها لجأت للرئيس محمد نجيب لإقناع أخيها بالموافقة على زواجها من الرجل الذي تقدم لها، وقد نجح نجيب في ذلك، بعدما كان أخوها يرفض ذلك الزواج.
وبجانب تكريمها من الملك فاروق، كرمها أيضا وزير الدفاع المصري السابق، المشير محمد حسين طنطاوي، عام 2007.
وفي عام 2016، كرمها المجلس القومي للمرأة في مصر بإهدائها درع المجلس وشهادة تقدير لجهودها في خدمة الوطن.
لم تُرزق ابتسامات بأطفال، لكنها كانت دوماً تقول لوسائل إعلام مصرية إنها أحبت تلاميذها الذين عملوا معها كأبنائها، بعد عودتها من الحرب، وكان كثيرون منهم على تواصل معها.
تعليق واحد
تعقيبات: إصابة 11 سجينا داخل حجز قسم شرطة الساحل بالاختناق - بوابة الوقائع