محمد دياب يكتب عن الإكراميات والابتسامة المصطنعة بقلم محمد دياب
عندما تذهب إلى السوبر ماركت تجد معظم المتعاملين مع موظفين البقالة وليكن بائع الجبن مثلا أو غيره من المنتجات التي تحتاج لوجود عامل تجد أنه يضع مبلغا من المال وهي الإكراميات في يد العامل الذي يقوم بوزن الجبن أو تقطيعها على العكس مع باقي المنتجات التي يمكن للمتسوق أن يضع المنتج بنفسه دون التعامل مع الموظفين.
محمد دياب يكتب عن الإكراميات والابتسامة المصطنعة بقلم محمد دياب
لقد لاحظت هذا الفعل السئ على الرغم من وجود لافتة تنهي عن منع الإكرامية أو البقشيش هذا يعنى أن إدارة هذا السوبر ماركت تعرف جيدا هذه الظاهرة وتريد أن تتجنبها لتقديم خدمة جيدة بدون أي تسول، ومع ذلك فإن المتسوق أو الجمهور بصورة عامة لايتجاوب مع هذه التعليمات ويصر على فعله.
هذا الأمر تراه أيضا في محلات الشاورما عندما يدفع الزبون عند الكاشير ويستلم البون ويقدمه للموظف الذي سيقوم بصنع هذه السندوتشات مع شئ من المال يتم وضعه في يد هذا العامل مع ابتسامة بها ود مصطنع وهو مجرد محاولة حتى يقوم هذا العامل بوضع نوع جيد من الجبن واستبعاد الأقل جودة وإعطائها لزبائن آخرين.
أريد أن أقول إن هذا المنظر ماهو إلا عدم ثقة أو عدم اطمئنان إلى جودة الخدمة التي ليس بها رشوة !
لقد أصبح الناس فاقدين للثقة مع بعضها البعض ويحاولون فعل ذلك عن طريق بذل المال وابتسامات مُصطنعة يمكن أن تجد هذه الابتسامات في مصلحة حكومية مثلاً أو أي هيئة تقدم خدمة للجمهور، هناك تجد طالب هذه الخدمة يتقدم إلى الشباك متردداً ومتساءلاً هل سُأنجز هذه الورقة؟ أنا هنا لا أتحدث على الرشوة ولا الإكرامية وإنما أتحدث عن تلك الابتسامة التي يتصّنعها هذا المسكين الذي يريد أن ينهي هذه الورقة في هدوء وسكون.
أريد القول أن تلك الابتسامة هي ابتسامة خوف، فهو يعلم أن هذا الموظف يستطيع أن يجعله يأخذ هذه الشهادة أو الختم أو الورقة ويذهب فى كل سعادة كما يستطيع أن يقول له اذهب إلى المكان الفلاني لعمل كذا ثم اذهب للمكان العلاني لعمل كذا وكذا، ولا يأخذ الورقة أو هذا الختم فى نهاية الأمر.
إن أول مايتقدم به المواطن وهو يقترب من شباك الموظف هي ابتسامة عفوية لايقصد بها شئ مع بعض الدعوات بأن يكرم الله هذا الموظف وأن يطيل الله له فى عمره ويبارك له في عياله والدعوات هنا مثلها مثل الابتسامات مُصطنعة.
أما عن المواطن الآخر صاحب الإكرامية فهو لا يفكر في تصنّع هذه الابتسامة ولا الدعاء لهذا الموظف، فهو يتقدم لهذا الشباك واثقاً في نفسه واضعا يده في جيبه ناظراً لهذا الشباك بكل ثبات وهدوء.