شاركت في مهرجان «أسوان لسينما المرأة» ستة أفلام فلسطينية قصيرة لمخرجات فلسطينيات ضمن ما أطلق عليه المهرجان «سينما المقاومة»، وهو العنوان الذي اختاره مهرجان أسوان لأفلام المرأة تضامناً مع سينمائيات فلسطينيات في ظل الحرب الجارية بقطاع غزة.
وكان من بين أبرز الأفلام التي عُرضت في المهرجان الفيلم الوثائقي «خيوط من حرير» للمخرجة «ولاء سعادة» التي قُتلت الشهر الماضي في الحرب، والفيلم مدته 14 دقيقة، ويحكي عن الثوب الفلسطيني وما تحمله تطريزاته من معانٍ.
كما يشارك فيلم «أنا من فلسطين» للمخرجة «إيمان الظواهري»، ومدته خمس دقائق، ويحكي قصة صامدة، الفتاة الفلسطينية – الأميركية المقيمة في الولايات المتحدة، والتي تصدم في يومها الدراسي الأول برؤية خريطة للعالم لا يوجد عليها وطنها.
ويتناول الفيلم الوثائقي «مستقبل مقطوع»، ومدته 16 دقيقة، للمخرجة «علياء أرصغلي»، التجارب الحياتية لـ27 فتاة تراوح أعمارهن ما بين 11 و17 سنة في ظل السيطرة الإسرائيلية.
المخرج رشيد مشهراوي
وقال المخرج الفلسطيني البارز «رشيد مشهراوي» (62 سنة) الذي يترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصري بالمهرجان لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش الفعاليات، «هناك حاجة إلى تصدير صورة سينمائية مختلفة من غزة».
ورفض مشهراوي الدعوة إلى وقف الأنشطة الفنية والثقافية في البلدان العربية كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني. وقال: «لا أعتبر السينما والفن مشروعاً ترفيهياً فحسب». مضيفاً، «إذا لم تقم المهرجانات السينمائية حال وقوع كوارث كبرى شبيهة بما يحدث حالياً في فلسطين، فما الذي يدعو لإقامتها أصلاً؟».
وقد عبّر «مشهراوي» عن فخره بـ «سينما المقاومة»، ويرى مشهراوي أن تضامن الجمهور العربي مع الشعب الفلسطيني، «ربما نابع من عجزه وتقييده من أنظمته» حسب تعبيره. ويضيف، «كنت أحلم أن تكون الأنظمة العربية مثل الشعوب، ولكن أقولها بكل وضوح: هذا لم يحدث، حتى بعد اقترابنا من 200 يوم على الحرب».
ويعمل «مشهراوي» حالياً على فيلم وثائقي يدور حول الحرب الحالية يسلط فيه الضوء على «أكذوبة الدفاع عن النفس»، وفق قوله، التي تستخدمها إسرائيل. ويقول، «كيف تدعي الدفاع عن النفس وأنت المعتدي؟»، مضيفاً «فجر الجيش مرسماً في غزة لإحدى الفنانات مع اللوحات والتماثيل. فأين هو الدفاع عن النفس في ذلك؟»، مشيراً إلى «قتل الفنانين والمثقفين كإرهابيين».
ويعد مشهراوي صاحب أول تجربة فلسطينية سينمائية عرضت بصورة رسمية في مهرجان «كان» السينمائي عام 1996 من خلال ثاني أفلامه الطويلة «حيفا». ومن بين أبرز أفلامه أيضاً فيلم «عيد ميلاد ليلى» عام 2008، وفيلم «فلسطين ستيريو» عام 2013.
ويعود تاريخ السينما في قطاع غزة إلى أربعينيات القرن الماضي عندما أنشئت سينما «السامر» التي حول مبناها إلى وكالة لبيع السيارات. وأغلقت دور السينما في القطاع خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) لتعود بعد نشأة السلطة الفلسطينية عام 1994 وافتتاح سينما «النصر» في وسط غزة، لكن متظاهرين إسلاميين أحرقوا مبناها عام 1996.
ومنذ الشهر الثاني للحرب في غزة، بدأ مشهراوي العمل على تأسيس صندوق لدعم السينما في غزة، مشيراً إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي يسرد طوال الوقت روايات مزيفة، ولابد من إظهار الحقيقة، ليس فحسب للعرب، وإنما للعالم بأكمله».
«أفلام من المسافة صفر»
ويشير إلى أن مبادرة «أفلام من المسافة صفر» تساعد مخرجين ومخرجات في غزة «تحت القصف أو أصبحوا لاجئين» في إنتاج أفلامهم.
وتنشط في المبادرة سينمائيات نساء. ويقول مشهراوي، «دائماً في أصعب اللحظات، نجد المرأة الفلسطينية في المقدمة».
ويعتبر مشهراوي أنه على رغم أن إسرائيل، «تقتل منا كثيراً، فإن من الصعب أن يحتلوا ذاكرتنا، هوياتنا والموسيقى والتاريخ والثقافة».
2 تعليقات
تعقيبات: رفعت عيني للسما أول فيلم مصري يفوز بجائزة في مهرجان كان الـ 76 - بوابة الوقائع
تعقيبات: الفنان مصطفى سعيد يقدم «الموسيقى الفصحى» في بيت العود العربي الأربعاء 26 يونيو - بوابة الوقائع