أعلنت 3 دول أوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميا اليوم، وهي دول أيرلندا والنرويج وإسبانيا، وذلك تزامنا مع قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وأكد سيمون هاريس رئيس وزراء أيرلندا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد للسلام، وإنهاء دائرة العنف.
وقال هاريس فى كلمة متلفزة، نثق بأن مزيدا من الدول ستنضم إلينا في هذه الخطوة، داعيا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال مزيد من المساعدات.
وتابع: حل الدولتين هو الطريق الوحيد لإنهاء دائرة العنف، والدولة الفلسطينية ستسهم في تحقيق السلام بالمنطقة والشرق الأوسط.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميا
وشدد سيمون هاريس رئيس الوزراء الأيرلندي على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية.
كما أعلن رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره، اليوم الأربعاء، أن النرويج ستعترف بدولة فلسطينية اعتبارا من 28 من الشهر الجاري.
وقال رئيس الوزراء النرويجي، في تصريحات له اليوم، إنه يتعين علي أوسلو الإبقاء على البديل الوحيد الذي يوفر حلا سياسيا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.
وأشار ستوره، إلى أن النرويج تعتقد أن حل الدولتين يصب في صالح إسرائيل، لافتا إلى أن الاعتراف بـ فلسطين هو وسيلة لمساندة القوى المعتدلة التي فقدت تأثيرها في هذا الصراع الوحشي الطويل.
كما أوضح أن الاعتراف بدولة فلسطينية يرسل رسالة قوية إلى الدول الأخرى كي تحذو حذو النرويج وعدد من البلدان الأوروبية.
وأضاف رئيس الوزراء النرويجي، أن الاعتراف بدولة فلسطين قد يؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف العملية نحو تحقيق حل الدولتين ومنحه دفعة جديدة.
وقال ستوره، إن الحرب الدائرة في غزة جعلت من الجلي أن تحقيق السلام والاستقرار يجب أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية، مشددا على أن الهدف هو إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسيا أساسها السلطة الفلسطينية.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن وسائل إعلامية نرويجية، أن النرويج من المقرر أن تعلن اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة اليوم الأربعاء.
وكانت، إيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا، الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى، قد أشارت فى الأسابيع الأخيرة إلى أنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرة أن حل الدولتين ضروري للسلام الدائم في المنطقة.
وقالت الحكومة الأيرلندية، مساء الثلاثاء، إن رئيس الوزراء ووزير الخارجية سيتحدثان إلى وسائل الإعلام صباح الأربعاء، لكنها لم تذكر تفاصيل.
وكان نائب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، أكد الأسبوع الماضى أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول نهاية الشهر الجاري، حيث تجري أيرلندا وإسبانيا مناقشات مع دول أوروبية أخرى حول الاعتراف المشترك بدولة فلسطين.
ونقلت صحيفة “بلفاست تليجراف” الإيرلندية عن مارتن، قوله: “بالتأكيد، سوف نعترف بدولة فلسطين قبل نهاية الشهر، وأن الموعد المحدد لا يزال غير واضح لأننا ما زلنا نجري مناقشات مع بعض الدول فيما يتعلق بالاعتراف المشترك بالدولة الفلسطينية”.
وأضاف رئيس الوزراء الأيرلندي: “سيتضح في الأيام القليلة المقبلة فيما يتعلق بالموعد المحدد لكنه بالتأكيد سيكون قبل نهاية هذا الشهر وسأتطلع إلى مشاورات مع بعض وزراء الخارجية فيما يتعلق بالتفاصيل النهائية المحددة لهذا الأمر”
وتابع: “إننا نقوم بذلك في سياق مبادرة السلام العربية للمضي قدماً نحو حل الدولتين ولإيصال الإشارة إلى السكان الفلسطينيين عمومًا بأننا ندعم حقهم في تقرير المصير وفكرة حل الدولتين هي الطريقة النهائية والوحيدة التي يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنبًا إلى جنب في سلام”.
إسرائيل تستدعي سفرائها
من جهتها استدعت إسرائيل سفيريها فى أيرلندا والنرويج بعد تحرك بلديهما نحو الاعتراف بدولة فلسطين، حسبما نقلت “سكاى نيوز”.
تاريخ فلسطين في الأمم المتحدة
يذكر أنه في يوم 10 مايو 2024 أقرت منظمة الأمم المتحدة قرار انضمام فلسطين كدولة في الامم المتحدة اعتباراً من مايو 2024.
وحينها اعترفت 144 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، غير أن العديد من البلدان لم تعترف بدولة فلسطين إنما تعترف فقط بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي «ممثل الشعب الفلسطيني».
كان الاعتراف الدولي بدولة فلسطين هدفاً لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي أعلن قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988 في الجزائر العاصمة بالجزائر في جلسة استثنائية في المنفى للمجلس الوطني الفلسطيني.
وقد تم الاعتراف بهذا الخبر بسرعة من قبل عدد من الدول، وبحلول نهاية عام 1988، تم الاعتراف بالدولة من قبل أكثر من 80 دولة.
وفي فبراير 1989، في محاولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر، أُسست اتفاقات أوسلو الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر 1993 السلطة الفلسطينية كإدارة مؤقتة للحكم الذاتي في الأراضي الفلسطينية.
وظلت فلسطين كدولة غير معترف بها من قبل إسرائيل وبلدان أمريكا الشمالية، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا وغيرها، على الرغم من أن هذه الدول تدعم بشكل عام حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتؤكد على أن إقامة هذه الدولة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.