أطلق الرئيس السابق «دونالد ترامب» المرشح الجمهوري المفترض، موقعا إلكترونيا لبيع نسخ من الكتاب المقدس بسعر 59.99 دولارا لكل نسخة. وهو ما واجه بسببه اتهامات باستغلال الدين لصالح السلطة.
وظهر ترامب في مقطع فيديو حاملًا نسخة من الإنجيل، وهو يقول: «كل الأمريكيين يحتاجون إلى إنجيل في منزلهم ولدي العديد. إنه كتابي المفضل. أنا فخور بحثكم على الحصول على هذا الإنجيل. يجب أن نجعل أمريكا تصلي مجددًا».
وبهذا المبلغ يحصل المشتري على نسخة من الدستور الأمريكي ونسخة من وثيقة الحقوق ونسخة من قسم الولاء وإعلان الاستقلال، بجانب نسخة من الكتاب المقدس تحت شعار «فليبارك الله أمريكا»، الذي يستمده من أغنية وطنية تحمل نفس العنوان لمغني الكونتري لي جرينوود.
وحصل الموقع التجاري لبيع الكتاب المقدس على ترخيص استخدام صورة ترامب من شركة «سي آي سي فينتشرز ذ.م.م»، وهي ذاتها التي تمتلك العلامة التجارية لمجموعة الأحذية الرياضية التي أطلقها، في فبراير الماضي.
وحسب الموقع، فإن «الكتاب ليس سياسيا ولا علاقة له بأي حملة سياسية»، ومع ذلك، ليس من الواضح المبلغ الذي دفعه الرئيس السابق، أو سيتم دفعه، مقابل مبيعات المنتج.
ردود أفعال غاضبة:
وأثار هذا الأمر تساؤلات حول دوافع ترامب، ووصفت الردود على وسائل التواصل الاجتماعي، قيام الرئيس السابق ببيع الإنجيل، بأنه «تدنيس للمقدسات» و«هرطقة» و«هجوم على الحدود»، واستشهدت بعض الردود بدروس مباشرة من الكتاب المقدس تشير إلى استغلال إيمان الناس مقابل المال.
ونقلت شبكة«CNN الإخبارية الأمريكية» ما كتبه القس «بنجامين كريمر»، على منصة «إكس» قائلاً: « إنه إفلاس أن ترى ديماجوجيًا يستعين بإيماننا وحتى كتبنا المقدسة من أجل سعيه إلى السلطة».
وقال «جيسون كورنوال»، وهو قس من ولاية كارولينا الجنوبية، على منصة «إكس» أيضا: إن بيع ترامب للكتاب المقدس كان انتهاكًا لإحدى الوصايا العشر في العهد العبري التي تحظر استخدام اسم الله عبثًا.
ويقول المؤرخ والمؤلف «جيمار تيسبي»: إن المشروع برمته يعكس قيمًا ترتبط تاريخيًا بالتحيز والعداء للمهاجرين والتفوق الأبيض.
ويضيف تيسبى، إن «ما أثار الغضب إزاء هذا الكتاب المقدس هو أنه يتضمن إعلان الاستقلال، ودستور الولايات المتحدة، وحتى كلمات أغنية لي جرينوود. لذا فهي تضيف وثائق سياسية محددة إلى الكتاب المقدس، وتمحو تمامًا الفصل بين الكنيسة والدولة».
وكتب «تيسبي» الحاصل على درجة الماجستير في اللاهوت من المدرسة اللاهوتية الإصلاحية في جاكسون بولاية مسيسيبي، عن مخاطر القومية المسيحية، سواء بالنسبة للبلاد أو للعقيدة المسيحية.
وأضاف: «ما هو ضار للغاية في هذا الأمر هو أنه يلعب على إخلاص الناس لله وحبهم للوطن، وكلاهما يمكن أن يكون في حد ذاته غير ضار أو حتى جيد، ولكن في هذا الجهد، يتم مزج الاثنين. ومع وجود ترامب كمتحدث رسمي، فهو ينقل رسالة واضحة جدًا حول نوع المسيحية ونوع حب الأمة الذي يروج له».
وعندما رأى «جوثري جريفز فيتزسيمونز»، مدير الاتصالات في اللجنة المعمدانية المشتركة للحرية الدينية، إعلان ترامب للكتاب المقدس، قال إنه رأى سياسيًا يستخدم المخاوف المتجذرة في العنصرية والتحيز للترويج لأيديولوجية مسيحية محددة.
وأضاف: «عندما أسمع عبارة، اجعل أمريكا تصلي مرة أخرى، أسمع وعودًا قومية مسيحية بأننا سنقوم باستعادة المسيحية بطريقة ما في هذا البلد. وإذا وصل الاستبداد إلى الولايات المتحدة، فمن المؤكد أنه سيتم تنفيذه باسم المسيحية، وهي فكرة مخيفة للغاية».
وأوضح أن «هناك تنوعًا داخل المسيحية الأمريكية يتم التغاضي عنه عندما تتقاطع السياسة والدين. وأعتقد أن المسيحيين هم الأكثر قلقًا بشأن تأثيرات القومية المسيحية في هذا البلد».
ويتزامن تأييد ترامب للكتاب المقدس «فليبارك الله الولايات المتحدة الأمريكية» مع العديد من المعارك القانونية التي يمكن أن تضع المرشح الجمهوري المفترض لمنصب الرئيس على المحك بمئات الملايين من الدولارات.
ويوضح موقع الكتاب المقدس «فليبارك الله أمريكا» أنه لن تذهب أي عائدات من مبيعات الكتاب المقدس إلى حملة ترامب الرئاسية. ومع ذلك، لم يتم ذكر ما إذا كان يمكن تخصيص أي عائدات لمشاكله القانونية الشخصية.
وقد تعرض ترامب لانتقادات من قبل بسبب استخدامه للكتاب المقدس في الأماكن العامة. وفي عام 2020، أدان الزعماء الدينيون من عدة طوائف مسيحية عرضه للكتاب المقدس في «صورة فوتوغرافية» أمام الكنيسة الأسقفية بالقرب من البيت الأبيض مع احتدام احتجاجات العدالة العرقية في جميع أنحاء البلاد.